بين قوسين
نعيش في عصر تكثر فيه الآفات والأمراض الاجتماعية التي تعد ميكروبات وفيروسات مدمرة للبنية الفكرية الداخلية فهي وبائية سريعة الانتشار لعدم وجود لقاحات تحصينيه ضد الإصابة بها.
فمن هذه الأوبئة السطحية الفكرية أفة تصيبنا إذ مازلنا ننظر إلى الكثير من الأمور الهامة نظرة سطحية وهذا ما يجب أن نضعه دائماً بين قوسين.
فهنا سؤال يطرح نفسه عملنا الكثير والكثير فيما مضى من حياتنا ما لذي حصل لنا وحصلنا علية؟
وهل هناك ما يميز نتائج ما حصلنا عليه؟
يعني ما هو الشيء الذي حصلنا عليه في عملية اللهث وراء ما نعتقد أنها أحلامنا وطموحاتنا، وهل وصلنا إلى جزء ولو بسيط من الرضا؟
الكل بداخله احساس بالتقصير لأي جانب من الجوانب سوى على مستوى حياته الاجتماعية أو العملية وحتى العبادية فهناك اشياء نعملها بولع شديد سعياً وراء مردوداً مادياً أو معنوياً إلا أنها تفتقد إلى العمق.
قد نمتلك الكثير من المهارات التي تخولنا من الوصول إلى فهم الأمور والنفاذ إلى الدواخل والمدلولات التي تساعدنا على اجراء عمليات التطوير وتقودنا إلى المعرفة وتجعل بوصلتنا الفكرية والعقلية في الاتجاه الصحيح وهنا يمكننا الو صول إلى الهدف والغاية التي نسعى إليها لتحقيق اهدافنا المنطوية على مكنونة طموحاتنا ولكن في ظل غياب الهدف لا نجيد استخدام هذه الملكات والمواهب مما يجعل توظيفنا لها توظيفاً سطحياً.
فأفكارنا السطحية تجعلنا نتعامل مع الظواهر الخارجية فقط دون التعمق في الأبعاد الأساسية والجوهرية لأي قضية تمر بنا فنفسر مدلولاتها ونواتجها من منظور الكمية لا الكيفية.
دائماً حساباتنا تأتي مغايرةً للواقع لأنها اعتمدت على حسابات وقتيه سريعة الاضمحلال والأفول وهذا ما يجعل أهدافنا قصيرة المدى فنواتجنا لا تعطي مدلولاً حقيقياً لصحة ما نقوم به.
نكلف انفسنا فوق طاقتها نستنزف جهوداً جبارةً في صياغة معنى منحسر لعمل ما سعدنا بأدائه فتتراءى لنا صور مُؤقتة من النجاح ما تلبث أن تتلاشى لذتها حيث ارتدت رداءً باهتاً طفئَ عليها التهميش مع مرور الوقت.
إذاً فلنخفض سقف أحلامنا الغير ممنهجة بأهداف واقعية حتى لا نكون خارج الدائرة الواقعية وتتعبنا الحياة بتحدياتها، فربما ما نضعه من تصورات في عقولنا لا تتناسب مع المقاييس الحية وهذا ما يجعل تلك التصورات المسبقة تتكسر على صخرة الواقع. فالحلم بغير هدف لا يصنع انجاز.