5 أدوات لكتابة المقال
يبدو أن الكتابة، كانت ومازالت، مهنة صعبة وشائكة وخطيرة، تختلف كثيراً عن غيرها من المهن والحرف والمجالات، ولعلّ أفضل من وصف مهنة الكتابة، هو الأديب والشاعر السوري عادل محمود، حيث قال عنها: «الكتابة أصعب مهنة في التاريخ باستثناء صيد التماسيح».
هنا، لن أكتب عن هذا العالم الواسع الذي لا حدود له، والذي ساهم ومازال في توعية وتشكيل وتكوين العقل البشري، فعالم الكتابة يحتاج لمساحات أكبر وفضاءات أوسع، ولكنني سأكتب فقط عن كتابة المقال الصحفي التي أمتهنها منذ عقدين من الزمن.
وبشيء من الاختزال والاختصار، سأضع أمام عينيك عزيزي القارئ، خمساً من الأدوات المهمة التي أجدها من المرتكزات الأساسية التي يجب أن يحملها كاتب المقال:
أولى تلك الأدوات، هي «المعرفة الجيدة» بالموضوع الذي يُريد أن يكتب عنه كاتب المقال، وهذا يتطلب الكثير من الوقت والجهد والبحث والصبر والمراجعة، كل ذلك من أجل صناعة «محتوى جيد» يُفيد القارئ.
الثانية، وتتمثل في «الهدف» من ذلك المقال، وهنا تبرز مشكلة معقدة نواجهها نحن كتّاب المقال، وهي ضياع الهدف وسط زحمة الأفكار والرؤى والقناعات، الأمر الذي يجعل القارئ في حيرة وربكة وتشتت، ويضل طريقه للوصول إلى الهدف من ذلك المقال.
الثالثة، وهي «الأسلوب» الذي يُعرض فيه المقال، والذي يجب أن يتناسب مع طبيعة المرحلة، فمن غير الملائم على الإطلاق أن يستمر الكاتب في استخدام تلك الأشكال والأساليب التقليدية في الكتابة، وسط هذا الطوفان الهائل من التطبيقات والبرامج الحديثة التي تتسارع وتتغير بشكل لحظي.
الرابعة، وهي «القدرة على التعلّم والتدرّب» بشكل مستمر ومتطور، إضافة إلى الاستفادة من التجارب والخبرات الحديثة في عالم كتابة المقال، ومراقبة «الخط الزمني» لمسيرة الكتابة لمعرفة حجم التطور أو التراجع.
الخامسة، وهي الأداة الأهم على الإطلاق، وتتمثل في «مستوى الوعي» الذي يحمله كاتب المقال. الوعي الذي يستشعر قيمة الوطن بكل ملامحه وتفاصيله المتنوعة، والوعي الذي يدعو للتسامح والتعايش والحوار وقبول الآخر، والوعي الذي يقف ضد كل مظاهر التعصب والتطرف والإقصاء والازدراء، والوعي بقيمة وخطورة وتأثير الكتابة، باعتبارها صوتاً مدوياً في وجه التخلف والفساد والظلم.
كثيرة هي الأدوات والاستعدادات والقدرات التي يجب أن يتحلى بها كاتب المقال، ولكن هذه الأدوات الخمس هي قائمتي الصغيرة، فماذا عن قائمتك أنت عزيزي القارئ؟