مبادرة « ارفعوا أصوات المآذن »
سيهاتيون يطالبون برفع صوت الأذان قليلا..
خلال الشهور الماضية لاحظ مجموعة من النشطاء والمؤمنين «من الجنسين» في سيهات تدني مستوى الصوت من المآذن في أوقات الصلوات الثلاث، ومع اثارة الموضوع بشكل ميداني في الوسط الاجتماعي وفي المساجد توصلنا الى أن مجموعة كبيرة من جيران المساجد والناس شعرت بالمشكلة وأنهم فعلاً لا يكادون يسمعون صوت الأذان في بيوتهم او الساحات والأسواق والشوارع والمنتزهات والمزارع إلا بمقدار خفيف جداً رغم كثرة المساجد المنتشرة في جميع احياء سيهات تقريباً..
فقد لوحظ ان سيهات ليست كسابق عهدها وطابعها الروحاني مع قرب دخول أوقات الصلاة بالتحديد حيث كان صوت القرآن والدعاء يعلو المآذن لينذر المؤمنين بقرب وقت الصلاة، فيتم ايقاظ النائم، وتترك الأم شؤون بيتها متوجهة لمصلاها، ويتم تهيئة المريض بما يلزم ليؤدي صلاته، ويتوضأ الصغار والكبار ويتوجهون الى المساجد والأصوات تتعالى في الأرجاء من كل حدب وصوب مستجيبين للنداء خاشعة قلوبهم لذكر الله متوجهين الى بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه..
فما أسباب هذا الانخفاض المفاجىء لأصوات الأذان لدى مجموعة كثيرة من مساجد سيهات وفي المقابل ظلت مساجد اخواننا السنة في سيهات بنفس مستواها من علو صوت الأذان وبقاء صوت امام الجماعة ايضا كما هو يسمع خارج نطاق المسجد لم يتغير..!!
فما هي الأسباب يا ترى؟؟؟؟
تلك الإثارات حدت بنا الى تتبع الأمر ونقل تلك المشاعر من وسطنا الاجتماعي الى اهل الشأن وهم قيموا المساجد، فسألنا بعضهم ممن قابلنا قائلين:
هل فعلا ان هذا الأمر ملموس وواقعي ام انها دعوى غير واقعية من أن صوت المكبرات خافت؟؟
حيث تفضلوا بالاجابة على انه نعم هو كذلك.. ونحن من قام بخفت صوت المكبرات والسبب هو بعض «بعض» جيران المساجد الذين ادعو علينا بأن صوت الأذان مزعج الى درجة لا تطاق، ويزعج مرضاهم او أطفالهم..!!؟؟؟
ومع دوران عجلة الحوار حول دعاوى تلك المجموعة البسيطة من الجيران ذكر الأخوة القيمين بأنهم اصبحوا في حيرة من امرهم وحرج مع اولئك الجيران القليلين الذين أتى بعضهم بطريقة لبقة ليبلغهم بانزعاجه وطلبه تخفيض مستوى الصوت، وما بين البعض الآخر الذين يفاجئونهم بتقديم شكوى مباشرة الى الجهات المعنية دون سابق انذار فيأتيهم الاستدعاء والتعهد بتخفيض الصوت بناءً على رغبة ذلك الجار العزيز المشتكي، مما حدا بنا كقيمين على تخفيض صوت المكبر تحاشياً لأي شكوى تؤذينا وتعطل برامج المسجد المتنوعة والمتعددة لخدمة المجتمع..
ونظراً لأهمية الموضوع - الذي يحسبه البعض هيناً وهو عند الله عظيم - وهو الخوف من تلاشي اصوات الأذان والدعاء والمناجاة والقرآن في مآذن سيهاتنا الحبيبة التي عرفت بروعتها وسلامة قلوب ساكنيها وحبهم لسماع الأصوات الايمانية تصدح في المآذن ليلا ونهاراً بالأذكار وبالأخص في أوقات الصلوات الواجبة..
فإننا أعلنا لأحبتنا بالمشاركة في حملتنا هذه تحت عنوان..
« ارفعوا اصوات مآذننا قليلاً »
آملين ان تسوى أمور الجيران المنزعجين بطريقة توافقية لا فيها ضرر ولا ضرار..
فلكل مشكلة حل ان شاء الله لنصل بالجميع الى حالة الرضا، ويظل مجتمعنا يعيش اجواءه الإيمانية بفخر واعتزاز، ويعلو صوت المآذن في كل الأرجاء معلناً وقت الصلاة وموصلاً ندائه الى عنان السماء مذكرا ومكبرا وباعثا بالأمن والأمان والاطمئنان على قلوب المؤمنين «ألا بذكر الله تطمئن القلوب»..
أحبتي الأذان برمته لا يأخذ اكثر من 5 دقائق وهو نداء الله الى خلقه أن قوموا الى الصلاة جالسين ام قائمين، مرضى أم اصحاء، في سفر أم في حضر، في سلم ام في حرب، في لعب كنتم ام جد..
معتقدين جزماً بأن من غير المعقول أن ينزعج قلب انسان مؤمن من صوت الأذان إلا ان تكون لديه شبهة في أمر ما، أو غافل عن أمر ما، أو لطارىء ملح غير وجهة نظره لوقت ما، او انه جاهلاً لأهمية دور الأذان في حياتنا الاجتماعية وتأثيراته الايجابية دينياً وتربوياً وتوعوياً وغيرها..
ولهذا ننظر الى أن مشكلة الانزعاج ستزال ان شاء الله بوجود القلوب الرحيمة المؤمنة المتوفرة في الجيران والقيمين على المساجد من باب « وتعاونوا على البر والتقوى».. وان شاء الله تعالج الأمور المزعجة التي قد لا تتعدى الأمور التالية:
*أن وضعية المكبرات خاطئة سواء في الاتجاه أو الارتفاع
*أن نوعية المكبرات غير مناسبة في انتشار الصوت وحدته
*أو وجود عيب في اجهزة البث الصوتي..
- - - - والتجربة الميدانية لتصحيح الوضع هو افضل حل - - - -
فالأمر عظيم علينا ايها الأخوة الكرام أن يكتم صوت مكبرات المآذن دون سابق انذار على مجتمع مؤمن ينتظر أوقات صلاته ويتحراها بسماعه لأصوات المؤذنين المؤمنين الذين ينادونه « حي على الصلاة، حي على الفلاح »..
* ولهذا نكرر الدعوة للجيران المتضررين ان يتحروا سبل الحل الممكن ويتناقشوه مع القيمين على المساجد، وأن يكون لديهم من الصبر والأريحية بما يسهم في حفظ مظاهر مجتمعنا المؤمن ومنها بقاء صوت الأذان مسموعاً من المآذن بما يكفي لدعوة المؤمنين لصلاتهم..
وقد أمرنا الله عز وجل لأن نعمر مساجد الله «انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر»، ومن تعميرها هو ايصال صوتها الى المؤمنين والمؤمنات ليأتوا اليها خاشعين وهم في نواحي مدينتهم بالوسائل المتاحة والتقنيات المتوافرة ومنها مكبرات الصوت في زماننا هذا، متذكرين زمان رسولنا الأكرم محمد صلى لله عليه وآله آمراً بلالا برفع الأذان بصوته الجهوري العالي مذكراً للصلاة وداعياً اليها: أرحنا بها يا بلال..
فالأذان شعيرة انتماء لمجتمع مؤمن يهفو الى العبادات والطاعات والقربات..
وسيهاتنا عرفت وستظل ان شاء الله مدينة المساجد والمآذن الرفيعة، ومدينة العراقة وعبق التاريخ الشامخ العامر بأصوات المؤمنين في مآذنها ومجالسها القرآنية وتكاياها الروحانية، آملين من جميع الاحبة ان لا يحرمونا تلك الأشياء الجميلة التي يستفيد منها الكبير والصغير والمرأة والطفل، فالمساجد بيوت الله والدعوة اليها بالأذان هو رفعة وعزة لنا كمؤمنين، وينبغي علينا ان لا نقدم مصالحنا الشخصية امام مصالحنا الاجتماعية «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة»..
فصوت المآذن ليس فقط هو دعوة الى الصلاة، بل هو اضفاءة ملائكية تجوب أجواء سماءنا السيهاتية، وتحمل معها الرحمات وتكفينا كوافي الأقدار وتحفظنا بعين الله التي لا تنام وتبشرنا بالخيرات..
*** لذا نتمنى ممن يصله صوتنا ان يشاركنا بنشر الموضوع ليصل الى جيران المساجد والقيمين على المساجد ومن يهمهم الامر.. ***
والله من وراء القصد..