العيد الحقيقي!
العيد أحبتي من العود والمعاودة والرجعة، ويتحقق في العيد البعد الروحي للدين الإسلامي ويكون للعيد من العموم والشمول ما يجعل الناس جميعاً يشاركون في تحقيق هذه المعاني واستشعار آثارها المباركة ومعايشة أحداث العيد كلما دار الزمن. فالعيد ليس ذكريات مضت أو مواقف خاصة لكبراء وزعماء، بل كل مسلم له بالعيد صلة وواقع متجدد على مدى الحياة، وفي العيد تتقارب القلوب على الود، ويجتمع الناس بعد افتراق، ويتصافون بعد كدر. في العيد تذكير بحق الضعفاء في المجتمع الإسلامي حتى تشمل الفرحة بالعيد كل بيت، وتعم النعمة كل أسرة، وهذا هو الهدف من تشريع صدقة الفطر، أما المعنى الإنساني في العيد، فهو أن يشترك أعدادٌ كبيرة من المسلمين بالفرح والسرور في وقت واحد فيظهر اتحادهم وتُعلم كثرتهم باجتماعهم، فإذا بالأمة تلتقي على الشعور المشترك، وفي ذلك تقوية للروابط الفكرية والروحية والاجتماعية.
قال والدي رحمه الله: كل يوم هو عيد للإنسان، إذ وضعنا رؤوسنا نهاية اليوم، وأبناءنا سالمين غانمين، والكل بصحة جيدة، ولم ينقص أحدهم، وليس في رقابنا وذمتنا حق ومستحق لأي إنسان، ووالدينا راضين عنا، هنا يتجلى العيد الحقيقي للإنسان، وهو العود المحمود والمقصود، العيد تعبير عن فرحة وشكر وإظهار لنعم الله علينا، بل وتشديد لقوى التواصل والتآزر بين الإنسان وربه، ثم مع من حوله، وتبدأ بالأقربين كالوالدين والزوجة والأولاد، ثم مع كافة الناس. إنها تجسيد للسعادة والفرح في هذه الأمة رغم المكدرات والمنغصات، وبث روح التفاؤلٍ فيها، العيد سادتي « الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون عليها أمة الإسلام »