تفكير الجيل القادم!
قراءة ظروف الواقع لمعرفة المستقبل.. أسئلة تجيب عن نفسها قبل الولوج بدهاليز المقال: ما هموم الجيل السابق؟ وما تطلعات الجيل المعاصر؟ هل استوعب الجيل الحالي السؤال «ماذا تريد؟» وهل سيخطو على خطوات من سبقه بكل أحماله الثقيلة من عراقيل ومثالب الموروث التاريخي والثقافي؟
العقل البشري يتطور ويتغير مع الظروف المحيطة به، وهذا طبيعي، فمع مرور الوقت وتراكم المعلومات عن الأسلاف والأمم التي سبقته، بكل أحداثها «أفراحها وأتراحها»، تنتج برأسه «إجابة واعية» أي عقلانية، فالإنسان الحالي يعيش في أوج عالم التواصل بين الشعوب والمجتمعات، بين الحاضر والماضي، وبين الشرق والغرب، وبين العقول المفكرة والعقول المستهلكة، وأصبحت الأحداث بمتناول يده، والدروس والعبر عبرت أمامه، وبهذا الزمان، لا يمكن حجب المعلومة عن البشر، فلقد تخطت الحدود والحواجز، وأنا أتفهم موافقة وزارة الإعلام تسهيل دخول الكتب من الخارج، فهذا الزمان مختلف عن ذي قبل، إذ لا يمكنك منع المعلومة والفكرة أن تدخل بيتك، ويمكنك شراء الكتاب بالجوال، ويصلك حتى عتبة بابك!
بالنسبة للجيل القادم، سيستوعب الدرس جيدا، ولا أعتقد أنه يحتاج إلى مزيد من الغربلة والاختبار لمعاقرة تاريخ من سبقه، فيكفي ما حدث ويكفي ما جرى!، فبضغطة زر يمكنك مشاركة الجنود الحرب العالمية الثانية، إما بالأفلام أو بلعبة إلكترونية، ومشاهدة الخطيئة البشرية والمشاركة معهم، ومن جانب إيجابي وبضغطة زر يمكنك ملء عقلك بالأفكار الجميلة والعلوم المهمة والتنويرية لجعل عالمك أفضل وأجمل تملؤه السعادة.
بالنسبة لتفكير الجيل القادم، فستكون الحوارات والنقاشات المذهبية والدينية والقبلية والعرقية آخر همومه، ولن يفكر بطرحها أو مشاهدتها بالقنوات البائدة. «العالم تغير وتغيرت أفكار الشعوب» إنها حقيقة يجب أن نتقبلها، فهذا الجيل مختلف وواع ويريد أن يعيش، يريد أن يعمل ويكد ويشارك أبناء مجتمعه، يريد الاستقرار والتوازن وراحة البال في وطنه بأمن وأمان - جيل مشغول برزقه وأسرته وأقساط سيارته وتسديد بطاقات البنك، والسفر والسياحة، وعشاء بالمطعم، ولا مانع أن يعيش مع نفسه وجماعته طقوسه الدينية، «القادم أجمل إن شاء الله».