قديح العز

 

 

قديح العز

لا قدحًا كقدحِكْ

ولا جُرحًا

يماثلُ نزف جرحِكْ

ولا بوحًا

على شفةِ الضحايا

من التاريخ

يشبهُ صوت بوحِكْ

ولمْ تنُحِ الملائكُ

في قطيفٍ

على أحدٍ بنوحٍ

مثل نوحِكْ

وما صدحتْ

طيورٌ بابتهالٍ

على سعف النخيلِ

كعذْبِ صدْحِكْ

وما عُجنَ الترابُ

لخلقِ إنسٍ

بملحٍ ناصعٍ

ورِعٍ كملْحِكْ

ولمْ يُرْمَ التطرفُ

حينَ يرمى

برمحٍ صائبٍ

فطِنٍ كرمحِكْ

وما أسَرتْ حشودا

عَينُ حورٍ

بلمحٍ ساحرٍ

كصفاءِ لمْحِكْ

فهلْ قرأَ

الحداثيونَ شرْحًا

لمعنى الجورِ

في قاموس

شرحك؟

وهلْ بنت المدائنُ

حين تهوي

بكف العزِّ

صرحًا شبهَ صرحِكْ؟

فعينُ النخلِ

كحَّلها انتصارٌ

وأنجبت الفسائلَ

إثْرَ فتحِكْ

لذا ابتسمتْ

سنابلنا وألقتْ

حصادالحَبِّ

تأملُ مسَّ قمْحِكْ

وآهاتُ الثكالى واليتامى

تصانُ عن الردى

بنصوص لوْحِكْ

فذا جبريلُ

يحملُ قسْطَ وحيٍ

إليكِ وينتهي

لجميلِ منحِك

بمسجدكِ الضحايا

لم تغادرْ

على سُرُرٍ

تضيءُ بلطفِ رَوْحِكْ

جنَتْ باقاتُ

وردِ النعشِ ورداً

من الشهداءِ من

نسَماتِ نفْحِكْ

قفي عدِّي الألوفَ

ومن خطاهم

سيُحْسبُ بعدَ لأيٍ

عُشرُ ربحِكْ

فيا بشراكِ

مسَّ القومَ قرْحٌ

ألا ابتهجي

كما ابتهجوا بقرْحِكْ

فما وهنتْ قواكِ

وأنتِ أدرى

وما انتصر

« الدواعشُ »

بعد ذبحِكْ