لقلبها المكلوم

 

 

ما عادت تؤمن بالحب الزائف! فقد خبرت الكثير من الخداع.

ضحَّت بكل ما تملك لتُرضيهم، أينما حطّت رحالها.

أهدت قلبها لمن تلتقيهم على طبقٍ من الأماني والوعود الفارغة!

لم تشعر يومًا بالطمأنينة مع من تبادلهم القُبلات، هي تعلم أنهم سيقضون وطرهم؛ ليدعوها لغيرهم.

تصبح وتمسي وديدنها أن تلتقي مَنْ يُمسِّد شعرها، أو يحكي لها شيئًا من الغزل الجريء، وحين تحظى بمن تهوى، تشعر بغصّةٍ في روحها، تنهش كل لحظات فرحها السابقة. هي تعلم أنها ستمثل -مع الشيطان- دورًا في مسرحية فاشلة. لم تعد تقوى على المسير في طريقٍ زلقٍ تعلوه القذارة. تضحك من نفسها، حين تسمع كلمة: أحبكِ يا جميلة!

طالما سمعت هذه الجملة مع همس الشياطين. لكنها، ترحل مع رحيلهم، ليتبقّى لها الألم والحزن الدائمين.

لا تدري ماذا يُراد لها أن تكون؟ وهي أيضًا لا تعلم ماذا تُريد؟

خدعوها بمقولاتهم المخدِّرة. أرادت أن تعيش (فرِي!)، حسب تعبيرها، ولم تدرك أنها تمثل أسوأ درجات الرِّق، حين شَرَتْ عفَّتها بثمنٍ بخسٍ: كلماتٍ معسولةٍ! يغنِّيها الذئاب، قبل أن يفترسوها.

تمشي الهوينا تجرجر دمعها؛ مستمطرة شآبيب عينيها، وهي لا تلوي على قلبٍ يشعر بألمها، تُقَدِّمُ رجلاً وتؤخِّر أخرى، لعلّها تجد بصيص نورٍ في مسيرها، وأنى لها ذلك وهي تعيش شهواتها الزائلة، "وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ".

كاتب سعودي «القطيف».
عنوان مدونة الكاتب: http://www.elaphblog.com/hahamadah