شجنة من نور محمد


شجنة من نور محمد
السبط المجتبى
(في فلك حديث عالم الأنوار)

من عالم الأنوار كان بدايةْ
شقت طريق الجود فوق الغايةْ

من نوره الشمس استمدت ضوءها
وسقى الأقمار سناه روايةْ

هذا حديث النور دونك فيضه
يرويك عذباً شافياً ودرايةْ

من قبل آدم عند قدس إلهه
يحي القيام مسربلاً برعايةْ

من عالم الأنوار .. حيث تفردتْ
بمحمدٍ و الآل كفُّ سمايا

ما كان أملاكٌ و لا رسلٌ هنا
فترشح الكون العميم عنايةْ

عرشٌ وكرسيٌّ ولوحٌ خازنٌ 
أسرار كل بدايةٍ ونهايةْ

فتفصل الثوب البديع بأحمدٍ
حسن السبط شبيهه لندايا

ذا عالم الأنوار ، هل عن غيرهم
كانت هناك بطولةٌ وحكايةْ

من عالمٍ ولعالمٍ قد نُزِّلت
روح السبط بهيبة وحمايةْ

طافت مع الأنبياء في أسفارها
بهدايةْ ورِفادةٍ و مزايا

من جوده كانت معاجزهم بما 
حال "العصى و الطير" رمز هدايةْ

قطرت أيادي فضلها من مائهِ
إذ أنعش الألباب زين زوايا

وتزررت أثوابهم بعلومه
فغدت أنيقةَ طلعةٍ و خبايا

شلال الأنوار منذ المولد
للحوض باقٍ كوثراً بعطايا

فبشهر الله الكريم توقَّتَتْ
أن تشرق الدنيا .. برابع آية

في النصف من رمضان قرة عين المصطفى و المرتضى .. وهنايا

قد أطلقت بفؤادها أم النبيْ
ليكون بدر سمائها و سمايا

وتباشرت كل السماء بمصدرٍ
قد أوسع الفلك المنير مدايا

وتكلل السبط المكين بجده
إذ أولاه عواطفاً وهدايا

وتدرجت خطواته بمعارجٍ
رسمت به فوق العماد تحايا

تحت الكساء تتوجت أزهاره
كن صاحب الحوض التليد سقايةْ

وببيعة الرضوان ،طفلاً، وثقت
بدلائل العقل الحصيف ولايةْ

وتطرزت باسم المليك بنوةً
بمباهلة النجرانيين آيةْ

يا سيد الجنان عبدك لاجئٌ
يا مقرض الطائيِّ معنى العطايا

بشقيقك السبط الشهيد بكربلا
إني رفعت إليك كفُّ دعايا

أسكن جناني حبك المحمود يا 
نهر الفرات الفاطميِّّ سجايا 

بمناسبة ذكرى 
مولد معز المؤمنين
السبط الأول
أبي محمد الحسن بن علي المجتبى
عليهم السلام أجمعين

١٥-٠٩-١٤٤٥ هـ