لمصرَ مواعيدها*

على مجدها تسير الخطى والمدى باسمٌ، ووجه الضياء القديمِ يغني:

لمصرَ الكنانةِ شعبٌ بألفٍ يحيك الضياءَ الجديدَ بميدانها...

أنا صامدٌ وسط كلّ الشغبْ.

 

بمصرَ زناةٌ على أرضها يسرقون الصغارْ.

وخبزَ الكبارْ.

وصرخة موتٍ تنامُ بغزّةَ ساعة قصفٍ...،

ألا فارحلوا قبل موتِ النسيمِ، فهذا هواءٌ نقيٌّ يمرّ سلاماً، كشوقِ نبيٍّ يصلي على قبضة الجمر عمراً...،  

يقولونَ ارحلْ.. فخلف حروفكَ نام "يزيدٌ"، وفوق رصاصك ماتَ حسينُ...، أنْ ارحلْ فهذي الشعوب ستهتف ارحلْ..، وارحلْ.. وارحلْ...!!

أنا صامدٌ وسط كل الشغبْ.

 

أغنيكِ مصرَ فهذي السواعد تهتف باسم جماهيرِها، والزمانُ الرهانُ

سيهتف قلبي، وقبل الهتاف سيمضي لقلع الهوانْ.

أنِ امضِ إلى حيث يمضي الزمانُ.

أغنيكِ مصرَ أنا لستُ، إلا ساجدٌ لشعبٍ أجاد الصلاة بقرب حسينٍ

وعادَ بحريَةٍ ملؤها الياسمينُ.

 

لمصرَ مواعيدها

والندى زهرةٌ تفيضُ بصبحٍ يزقزق شبانه في ميادينهم...، أليس لـ"يوسفَ" وجهٌ تخطى الزمانَ، فعاد لفرعونه مؤمنا كأنّ لياليه كوناً يثور كصرخة بؤسٍ، فما أشبه الأمس بالبارحه...

تثور حياتي، وهذا الهواء النقيُّ إماما يمزّق كلّ دعيٍّ تَغنّى بحبّ العربْ

أنا صامدٌ..

أنا ثائرٌ..

أنا غاضبٌ، فخذ من يدي كل هذا الغضبْ.

وخذْ من فمي انتهاءَ التعبْ.

وخذْ من دمي روحَه الساهرة...

أنا غاضب مثل وجه الغضبْ...

نص أهديه للشعب المصري في يوم جمعة الرحيل الذي شهد مظاهرات خرج فيها الملايين في مختلف محافظات مصر، وعلى رأسها ميدان التحرير في العاصمة القاهرة حيث وصل العدد لأكثر من مليوني متظاهر طالبوا بإسقاط الرئيس.