تقمص الأحياء للموتى
مثقلٌ بالحنين تطل من النوم ،مثقلٌ كقلب المهاجرِ /
كوجهِ شتاءٍ يطل على الأرض بالأسئلة
تلمّسُ وجهكَ ، تتذكَّر ، كم عمرك قبل النوم ؟
هل نمتَ طويلاً ؟
هل كنتَ خفيفاً مثل فراشة؟
إذاً لماذا لا تحلمُ ؟
تنهضُ ، تنظرُ في المرآةِ ، فراغُ الفجواتِ السُّودِ و تحتَ الفجواتِ سواد !
هل كان كذلك قبلاً؟
هل كان الوردُ الذابلُ يتدلى من شرفةِ خديكِ ؟
تتنهد و تغيبُ طويلاً في صمتك
تتأكد من عدد الشامات ، هل زادت أخرى؟
لا ، ليست شامة ، خدش منسي و لفرط تمنّعِ إحساسك لم تشعر به !
ترخي وجهك ، لا شيء تطيل تصفحه
أنتَ الآن حزينٌ جدًّا و وحيد
، تفترض العالم ، كلُّ العالمِ كرسياً واحد _ لا حاجةَ للتثنيةِ الآن _ فالتثنية تتواطأ و الوحدة ضدك
تتعمد أن تهملَ شعرك ، أجعدَ منكوشاً
تنسى ، أو تتظاهر بالنسيان فلا تتأنق ، تهمسُ في سرّك : لا تفعل ؛ إياك أن تفسد موتك
تأخذُ نفساً ،
تتخيل كمن يتذكر
الموتى في بيتٍ واحد ، ذي غرفٍ شتى
كلُّ يجمعُ أشياءهُ في صندوقٍ أحمر يتقن إخفاءه
حين يجّن الليل يفردها قدامه
يتفقدها شيئاً شيئاً كمن يتفقد أطفاله
الموتى أحياء أكثر من عازفِ عودٍ يحسن تدليل الأوتار