رفاه تختم برنامج للمقبلين على الزواج بمشاركة 30 خاطب وخاطبة
اختتمت رفاه للدراسات والتنمية الأسرية برنامجها بعنوان «تأهيل الفتيات والشباب المقبلين على الزواج» بمشاركة أكثر من 30 خاطب وخاطبة، والتي أقيمت على مدى ثلاث ليالِ بواقع 3 ساعات يومياً في مدينة سيهات.
التحق بالبرنامج مجموعة من الخاطبين وحديثو الزواج بصحبة زوجاتهم للتزود بالمعرفة لاسيما بمشاركة نخبة من المختصين الذي تناول كلاً منهم محوراً معيناً. وتناول الدكتور مهدي الطاهر الحاصل على دكتوراه في علم النفس المحور النفسي، والذي بدوره أكد على وجوب تفاهم الزوجان بعيداً عن الأطفال خاصة إن كانت هناك مشكلة تحتاج إلى نقاشهما فيجب أن يؤجل هذا النقاش إلى وقت آخر، على سبيل المثال لما بعد نوم الأطفال.
ونصح بالحرص على عدم إفشاء الأمور الزوجية والمحافظة على سرية الأسرة، بالإضافة إلى تقوية الثقة في كل الأطراف بين الزوجين، إذ تجعل كل العمر عسلاً وليس شهراً فقط.
كما أشار إلى إن الجنس هو ليس كل شيء بل الحياة هي كل شيء والجنس أحد عناصرها. ودعا لممارسة سلوك السعادة كالاحتضان والتقبيل كما إن اللمسة البسيطة لها تأثير كبير كما هو في مدح الزوجة أمام أهلها لاسيما والديها كأن تقول على سبيل المثال لوالدتها أمامها « سَلِمت يداكِ على هذه التربية» أو « قد وفِقتُ في اختيار ابنتك كزوجةً لي» وعلى نحو ذلك.
ونبّهَ من خطورة الشُح العاطفي في البيت وما يترتب منه على الأبناء لاسيما الفتاة إذ أن الجفاف العاطفي قد يحث الفتاة على بيع أُذنها لتتحدث مع شاب يعطف عليها وقد تبيع جسدها أيضاً.
وسلّطَ الضوء على آثار الضغوط النفسية كالكآبة، التوتر والحزن وما يسببون من أذى صحي كالتقرحات، اضطرابات قولونية وحتى أورام سرطانية.
وحذر الدكتور الطاهر من استشارة الأشخاص غير المؤهلين، فليس كل من حضر دورة بواقع ساعتين أو عشر ساعات أصبح مستشار أسري.
وشَرَعَ الاختصاصي النفسي صالح البراك الحاصل على ماجستير في علم النفس بتقديم المحور الاجتماعي، والذي ناقش الدورة العاطفية لكلاً من المرأة والرجل وصفاتهما النفسية والفروق العقلية.
كما قدم عدة نصائح للزوجة حول كيفية التصرف لدعم الزوج في صمته، وعليها الاقتناع بأن الرجل يصعب عليه في بعض الأحيان الاستماع لزوجته. ومن الزاوية الأخرى، أرشدَ الزوج لكيفية التصرف من اقتراب أو انسحاب من الزوجة عند صمتها أو فتراتها الحرجة. لافتاً إلى أن كمن الأمر الطبيعي أن يمر كِلا الزوجان بفترة انسحابيه يرغب فيها بالاختلاء مع نفسه.
وطرَحَ طرق للتعامل عند مواجهة الضغوط النفسية وكيفية التعبير عنها من قِبل الزوج والزوجة.
ووضح طريقة تعبير الرجل عن الحب واختلافها عن طريقة تعبير المرأة، كما بيّن الأخطاء التي يقع فيها كلاً منهما. علاوة على ذلك أشار إلى الاختلافات بين الجنسين وأثرها السلوكي.
كما استعرض البراك بعض الأمثلة على الحوارات الزوجية مع الحضور لتبيان اخطاء التواصل بين الزوجين، والأكثر من ذلك حاجات الحب الأولية عند النساء والرجال.
وذكر فضيلة الشيخ عبد المحسن النمر والذي تناول المحور الشرعي، أن مفهوم الأسرة يرتكز على أربعة أساسيات، وهي: السكن، المودة، الرحمة والمعاشرة بالمعروف، كما استدلى بعدة آيات قرآنية على ذلك.
كما بين سماحته قدسية العلاقة الزوجية في بُعدها الروحي مستدلاً على ذلك بالآية «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَة; إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون».
وذكر تعريفات لعقد الزواج تُبين إنه التزام خاص بين رجل وامرأة خاضع لأحكام الشريعة. علاوة على ذلك وضّح البُعد القانوني لعقد الزواج وشروطه بالإضافة لأنواع هذه الشروط سواء كانت منطوقة أو ضمنية، وكذلك الأثر الفقهي لهذه الشروط، منوهاً بأن كل شرط يحلل حراماً أو يحرم حلالاً هو باطل ولا يخالف أصل العقد.
وطرح الشيخ النمر كلاً من حقوق الزوجين والتوازن الشرعي بينهما مستدلاً بقوله تعالى: «وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ». ودعا لتجنب التعسف والجور في استعمال الحق الشرعي كمطالبة الزوجة بحقها في النفقة دون مراعاة ظروف الزوج وكذلك ممارسة الرجل لحق الفراش دون تلطف وتأنق.
وأشار إلى عدة فوارق أساسية بين البيت السعيد والبيت الكئيب، مؤكداً على أن بيد كلا الزوجين إن شاءوا عمروا بيت زوجية سعيد وإن شاءوا يحولونه إلى ساحة معركة. وختم المحور بكلمة طيبة وجهها لكلا الزوجين « إذا كنت تريد استيفاء جميع حقوقك فيجب عليك استيفاء حقوق شريك» وأضاف: « أيتها المرأة، شريكك هو ليس زوجك أو ابن عمك أو قريبك فقط، فهو من أتباع رسول الله وأهل بيته، وأنت أيها الرجل زوجك لها قلبٌ يحب الزهراء بضعة رسول الله فأنظر لها من هذا الجانب وعاملها على قدر ذلك، فهذا الجانب يجب أن يُحيى في قلوبكم».
أما من جانب المحور الصحي فشَرَعَ به الطبيب صادق امغيص، والذي بدوره أشار إلى أهمية معرفة الفروقات الجسدية بين الرجل والمرأة لاسيما الجهاز التناسلي وأيضاً الفروقات العملية والذهنية. وقام بعرض بعض الصور التوضيحية التي قد توضح هذه الفروقات وطرح عدة اسئلة تفاعلية حولها فشاركه فيها الحضور.
كما ذكر أن هناك 4 مراحل تمر بها الاستجابة الجنسية وهي: الرغبة، الإثارة، النشوة والاسترخاء. منوهاً على بعض الأمور التي يجب على المرأة والرجل أن يعرفها ويدركها خلال المراحل الأربع.
كما تناول مسالة تنظيم النسل، طرق منع الحمل أو تنظيم الفترة الزمنية بين حملٍ وآخر. موضحاً أن وسائل الوعي بالخصوبة تتعلق بتحديد أكثر الأيام خصوبة أثناء مدة الدورة الشهرية، وتتضمن أساليب تحديد أيام الخصوبة كلاّ من، مراقبة درجة حرارة الجسم، إفرازات عنق الرحم ويوم بداية الدورة الشهرية.
وكما أنه لابد للرجل من معرفة بعض الأمور المهمة والخاصة بالمرأة وهي أنها تتعرض في حياتها للكثير من التغيرات النفسية، فأرجح الطبيب امغيص سبب ذلك للتغيرات الهرمونية التي تحدث في جسم المرأة، فعلى سبيل المثال: الدورة الشهرية وفترة النفاس وكذلك فترة الحمل تصاحبها اضطرابات شديدة مما تغير من مزاج ونفسية المرأة وتبعاَ لذلك يتغير سلوكها. فعلى الرجل تفهم وتقدير هذه الحالة الضاغطة والعصبية التي تمر بها المرأة تفادياً لنشوب خلافات بينهما.
وطرح كيفيات للتعامل في اللقاء الأول لما قد يعتريه من الخوف، كما نصح بضرورة التهيئة له بتعطير المكان والنظافة الشخصية وتجنب التدخين لما قد تسبب رائحته نفوراً للمرأة. منوهاً أنه ليس بالضروري أن تحدث الممارسة في اليوم الأول.
وفي الختام تم تكريم المحاضرين وتسليم الشهادات للحضور، فيما عبّرت أسرة رفاه عن شكرها للحضور متمنية لهم السعادة الزوجية الدائمة.