إلى جنان الخلد يا أبا طالب
لله در سيد البلغاء أسد الله الغالب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه حيث يقول :
شيئان لو بكت الدماء عليهما .... عيناي حتى تأذنا بذهاب
لم تبلغ المعشار من حقيهما .... فقد الشباب وفرقة الاحباب
يوم الأحد 8شوال1430هـ حمل لأهالي القديح خبراً مؤلماً ونبأ مفجعاً أدمى القلوب إذ اختطفت يد المنون أحد شبابها الأخيار فارتحل إلى العلي الأعلى الشاب المؤمن عبد العزيز بن حسن الدخيل مودعاً الحياة ومفارقاً الدنيا الدنية مخلفاً لأحبته اللوعة التي تعتصر صدورهم والألم الذي يقض مضاجعهم .
ما عساي أن أقول عن إنسان ذاب في حب أهل البيت الأطهار عليهم السلام وما تخلى عن إقامة مجلس العزاء لسيد شباب أهل الجنة أبي الأحرار الإمام الحسين "ع ".
عرفت أبا طالب رحمة الله عليه عن قرب وتوطدت بيننا عرى العلاقة المتينة فكان لي أخاً صادقاً وصديقاً مخلصاً وزميلاً ودوداً في الوظيفة بجامعة الملك فيصل بالدمام،يأسرني بخلقه الرفيع ويبهجني بتفانيه وعشقه لمجتمعه قضايا بلدته وأهلها دوماً شغله الشاغل فلا ينفك يتحدث عنها باحثاً عن حلول وطرق تكفل تحقيق أفضل النتائج.قلمه كان مشاركاً بفاعلية في المنتديات ومفعماً بالحماس والرغبة القوية في تصحيح الأوضاع. وما انخراطه وتطوعه في اللجنة الإجتماعية بجمعية مضر إلا نتاج طبيعي لتوجهه الخير وتطلعه البناء لتقديم المزيد من الجهود للمحيطين به لكنها سنة الله في كونه، فقد ارتضت العناية الإلهية أن يغادرنا ونحرم من إطلالته ودعاباته وعطاءه محبوك شيعوك إلى مثواك الأخيريا أبا طالب ولم يتبق لهم إلا ذكراك العطرة المجللة بالبذل والتفاني والروح الطيبة التي كانت تغدق على الجميع من سموها وعذوبتها.
فحقيق بأمثالك أن تحتضنهم الذاكرة على الدوام فلا يبرحوها ، وتلهج الألسنة بسرد خصالك النقية ومزاياك الحميدة وأن ترتفع الأكف متضرعة داعية العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته ويحشرك مع محمد وآله ، ويسبغ على أهلك بالصبر والسلوان عند المولى الكريم نحتسبك أيها الفقيد الغالي
﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ﴾ - ﴿أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ﴾