أضبط ساعة عمرك! نصيحة لوجه الله!
كنت بمحفل عام، وكان الحضور يتصافحون ويتبادلون الابتسامات، وإذا برجل عجوز مر بالقرب، فدنا منه رجل « كشخة » كما نقول بالخليجي، أي لابس على سنجة عشرة! فقبل رأسه وقال له: كيف حالك عمي! فرحل العجوز مع ابتسامة صفراء.
من كان بجانبي يعرفني، فأقترب مني وهمس بأذني: هل تصدق أن الرجل الكشخة بنفس عمر الرجل العجوز؟ فقلت: غير معقول! قول غير هذا الكلام!، فقال: نعم، هذا هو الواقع، وكل مرة يراه يقبل رأسه ويقول له « عمي »، والسبب هو أن الرجل الكشخة يعيش حياته أنه شباب، والرجل العجوز يعيش حياته أنه كهل.
أتصلت باستشاري متخصص وحاورته بالموضوع، فقال: أن الإنسان هو من يضبط ساعة عمره، أيSitting بالإنجليزي، والجسم بدوره يبرمج نفسه أوتوماتيكياً حتى مع تقدم العمر، فيطوي أحساسه وإيمانه وشعوره عنق الهرمونات والأنزيمات، فتتأثر المعادلة الكيماوية للجسم، فيتبرمج كل شيء تلقائياً على العمر المضبوط بداخل عقله، فيعيش حياته كما هو مقتنع بها! وهكذا تستمر حياته « بداخله يعيش حياة شباب » فيتأثر خارج جسمه بإشارات وأوامر من الداخل الى الخارج فتتقبل كل ملامح الجسم بالعمر المحدد، وأهمها العناية بالنظافة الشخصية، والاهتمام بالهندام الخارجي والصحة العامة.
فمثلا الرجل الكشخة عمره الحقيقي خمسة وستون سنة، ولكنه ضبط عمره عندما كان بالخمسة وثلاثين سنة، وظل يلبس ويتهندم وكل شيء يستعمله بهذا العمر حتى مع كبر سنه الحقيقي، فلم يأبه للسنين، ولم يأبه للناس، ومازال يعيش حياته، ويأنس بها.
أما الرجل العجوز، فهو بنفس عمر الأخر، لكن يعيش حياة الكهل، وهو « الاستسلام » للعمر والظروف، وتعرية الحياة، وقلة بالصحة، والفقر، وانحناء بالظهر، وتذمر طيلة الوقت، والكثير من العوامل التي وضعته بدائرة الطاعنين بالسن.
أخي الرجل، أختي المرأة: عش حياتك لحظة بلحظة، فالعمر يمضي، وساعتك بيدك، وجسمك ينتظر أوامرك، فإن كنت تريد السعادة والحياة المتفائلة المبتسمة، فأضبط ساعة عمرك من الأن، وقبل فوات الأوان!