في البيت «عاطل »
يتخرج الشاب من الجامعة بعد سنين طويلة يقضيها وراء مقاعد الدراسة مستغرقاً في البحث والتحصيل العلمي، وكل أمله وطموحه ان تفتح له آفاق المستقبل بعد أن يتم دراسته ويحصل على الشهادة الجامعية! ولكن! للأسف! يتخرج الكثير من الشباب بعد تلك السنين الطويلة التي مرت عليهم في تحصيل العلم، الى سنين اخرى تطوي اعمارهم وهم يسعون في الأرض ذهاباً واياباً بين اروقة الشركات يبحثون عن وظيفة لهم يستطيعون ان يبنوا بها مستقبلهم!
هي مشكلة تؤرق جميع دول العالم على حد سواء اسمها البطالة! وإن اختلفت من مكان لآخر من حيث الحجم والكيفية، لكنها في النهاية مشكلة تفوق قدرة الكثير من الحكومات والشعوب وهذا ما جعل الكثير من الناس تتغرب عن اوطانها من أجل لقمة العيش هنا أو هناك!
تصعب المشكلة في البيت عندما يكون الأب يطالب ابناءه بالعمل ويحثهم دون ان يراعي شعورهم او يدرك أنهم يعيشون حالة من الاحباط والألم بسبب وضعهم وانهم لم يدخروا جهداً للبحث عن وظيفة! فعلى الأب ان يدرك قبل ان يلوم ابناءه ان ابواب الرزق تفتح وتغلق بأمر الله عزو جل وعلى الشاب فقط ان يبادر ويسعى ويبحث والتوفيق من الله فقط!
وإن كان ولده يبحث ويسعى عليه ان يعطيه كلمة التشجيع والثناء ويحثه على الصبر ويزرع في قلبه الامل، وان الرزق بيد الله عزو جل حتى يصل الشاب الى وظيفة تحفظ كرامته ويبدأ معها بناء مستقبله!
وإن كان الشاب ذا طبع الكسل والاهمال والتبلد على الوالد ان يحثه بكل الطرق الممكنة وحتى بالتقريع ليحرك مشاعره تجاه العمل والانتاج ولأن يكون ذا شخصية محترمة في المجتع يسعى للحصول على عمل شريف!
ستبقى مشكلة البطاقة هماً وكابوساً للكثير من الشباب لكن بالحكمة والعمل الجماعي في المجتمع وخلق الفرص والابداع يستطيع الشاب ان يفتح له ابواب العمل ففي التجارة الكثير من الأبواب وإن ضاقت البلاد فأرض الله واسعة ورزقه في كل مكان! «وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ»