التسامح الاجتماعي في القطيف بين الحدة والعنف
التسامح الاجتماعي لدى الفرد في المجتمع يجب ان يبنى على الحلم وضبط النفس ويجب ان يسيطر فيه الفرد على نفسه حينما يواجهه حدث او شخص اخر بتصرف استفزازي يعبر من خلاله عن الغضب والحقد على ما يقوم به آخرون من تصرف.
وفي هذه الايام تسود بعض الافراد في واقعنا الاجتماعي حالة من التشنج والانفعال السريع ﻷتفه الاسباب يفسح فيها المجال لثورة غضب وسوء من الظن تحمل الحدة والعنف والإساءة للآخرين في توجههم في تغذية المجتمع من اقامة مشاريع تفيد المجتمع فتلحق بهذا المشروع الشائعات وتلفيق التهم وتوضع علامة استفهام على عمل وتوجه هؤلاء العناصر.
بإشراك العقيدة والشرع وتحريض الشارع الديني على تئنيم هؤلاء واتهامهم بنشر الفساد وإفساد المجتمع وأفراده لسوء سلوك البعض في التعامل مع الواقع الاجتماعي واحترام الشرع والقيم ومن خلاله يعمم على الجميع.
وهذا نتيجة حتمية لقلة الوعي والثقافة الدينية عند هؤلاء الفئة من الناس. وهذا يسمى ضعف المعرفة في حالة التماسك الاجتماعي. حبث ينشغل افراد المجتمع بمشاكلهم الجزئية والثانوية التي تذكيها حالة التشنج، وفي غمرة كل ذلك تتلاشى الاهداف والطموحات الكبيرة التي يجب ان ينشغل الكل بها. فيتأخر تحقيق الهدف الاسمى لرقي المجتمع في بوتقة المصالح العامة، وتعطيل المشاريع الاجتماعية التي تخدم المجتمع وتحفز شبابه للعمل في هذه المشاريع كي يبتعد عن السلوك الخاطئ في حياته. عندما يستفيد من مشاركته بشكل ايجابي.
ولا اوجه نقذي للعامة من افراد المجتمع الذين لا يملكون الوعي الثقافي الاجتماعي بل هناك قيادات على المستوى الديني والثقافي والاجتماعي تفتقد لعنصر الخبرة وفن القيادة فتتصرف ايضا بنفس الاسلوب من التشنج والانفعال.
واضح من خلال متابعتي للأنشطة والفعاليات وإقامة المهرجانات الترفيهه ان هناك فوضى تسود بين افراد المجتمع كنوع من حالة التخبط والتشنج والغضب بسبب فقدان الاولوية في فن الادارة التي تقوم على التقويم في اتجاهات العمل واحترام الطرف الاخر وفنون القيادة والتعامل مع هذه الاحداث بكل معطياتها سلبا وإيجابا وهذه المشاريع لابد ان بكون لها هدفيه عالية الجودة تحمل روح الحلم وامتصاص الغضب ومسح ثورة هؤلاء الافراد.
ان لكل مجتمع تقسيمات اجتماعية متفاوتة مناطقية. وسكنية مختلفة في الفكر المذهبي والرؤية الثقافيه والاجتماعية والسياسية. وكيف يجب ان نقوم على تآلف هذه العلاقة وتوازنها لتكون قوية ومتماسكة بين كل مجموعة وأخرى.
إن شيوع حالة التشنج والغضب والتفكك في مجتمعنا هذه الايام نتيجة تراكمات فكرية مذهبية وانتماءات عقائدية متشددة خلق لنا حالة من الغضب الذي يعمي به العقول البسيطة ليتراجع المستوى الفكري الذي تنشا كل الانشطة من اجل الرقي بالإنسان في مختلف توازناته.
بعد هذا السرد. تسود المجتمع هذه الايام حالة من عدم الثقة بالمنظمين والقياديين للأعمال التطوعية.
إن نشر ثقافة العمل التطوعي تمثل مهمة كبيرة والدور فيها ليس مقصوراً على اقامة ورش ومحاضرات وبرامج دون تفعيل دور هذه الورش والبرامج على ارض الواقع فالعملية تمثل منظومة متكاملة من الثقافة التي تهتم وتكرس ثقافة العمل التطوعي في المؤسسات الاهلية وغيرها من المهرجانات التي تقام في المنطقة.
وتحتاج الى متابعة مستمرة من المنظمين لهذه الورش والبرامج حتى تخلق جيلاً من الشباب الواعي ونكسر به حاجز هذه الشائعات التي تحاصر هذه الإعمال فالتطوع ممارسة ميدانية تلمس تجلياتها في المجتمع من خلال سعي الأفراد والجماعات انطلاقا من مبادرات مؤقتة أو خدمات محددة أو برامج ومشاريع منظمة يسهر على تنفيذها فرد متطوع أو جماعة منظمة أو مؤسسة، كل حسب درجة تأثيره وفعاليته وقدرته على التواصل الاجتماعي في نطاق فضاء اشتغاله.
وما نلاحظه من انفعالات وصراعات ورشق وقذف عند اقامة أي مشروع اجتماعي من مهرجانات وفعاليات اهلية تطوعية نتيجة عدم وعي وقصور في ثقافة القيادة ودارة هذه المشاريع في فهم البعض ونقل صورة غير صحيحة للمعنيين في الشارع الديني بغض النظر عن مستوى الشخص الاكاديمي ولعلمي.
انني من واقع تجربتي في عالم التطوع، اجد ان وجود مؤسسة تكون مسئولة عن رعاية المؤسسات الأهلية الاجتماعية التطوعية امراً في غاية الأهمية لكي تشرف على اعداد ورش مستمرة وتأهيل قيادات وأعضاء مؤهلين لقيادة اي مشروع تطوعي يهدف لخدمة المجتمع بالشكل الصحيح.