القطيف والتنمية
إن القطيف بما حباها الله من موقع جغرافي مميز، وامتداد على ضفاف الخليج العربي، وطبيعة زراعية مميزة، وتمتع بعوامل جذب سياحي بالنظر إلى أنها مدينة موغلة في القدم ذات حضارة وتراث عميق، تعد مركزا من مراكز النمو العمراني وقد ارتبط ذلك بالازدهار الاقتصادي الذي يعم أرجاء المملكة والنمو السكاني المضطرد حيث من المتوقع أن يضاهي سكان المحافظة تسعمائة ألف نسمة بحلول 1450 مما يستدعي دراسة الإطار العام للتنمية بالمحافظة وفحص موجهات التنمية الإقليمية والتعرف على المؤشرات العمرانية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية التي توجه أعمال التنمية ومنها يتم التعرف على الإمكانات المتاحة ومشاكل ومحددات التنمية والتي على أساسها يتم تحديد النطاقات الجغرافية للتنمية للعشرين عامآ القادمة وفق منهج علمي منظم.
وحيث أن من أبرز الأهداف العامة لخطة التنمية التاسعة للمملكة «1431 - 1436» هو تحقيق التنمية المتوازنة في مختلف مناطق المملكة وتقليص التباين في معدلات تغطية الخدمات بين المناطق، وبما أن الإستراتيجية العمرانية ترتكز على إحداث التوازن العمراني بين أجزاء المنطقة وقراها، برزت محافظة القطيف كأحد مراكز التنمية العمرانية المستهدفة مما استدعى التوسع في تنمية المخططات السكنية الى الغرب من المحافظة تفاديا لتجريف وردم البحر من الشرق أو الاعتداء على ماتبقى من الرقعة الزراعية في الجهات الأخرى حيث يجري العمل الآن بالفعل في عدة عقود إنشائية لتنمية مخططي ضاحية الملك فهد والخزامي غرب القطيف.
واستكمالا لأهداف العامة لخطة التنمية بدعم وتنويع القاعدة الاقتصادية وتدعيم نشاط صيد الأسماك يجري العمل على أرض الواقع حاليا على إنشاء سوق مركزي للأسماك ويعد حين اكتماله بمثابة سوق إقليمي في المنطقة حيث تعد سوق القطيف مقصدا لتجار الأسماك من كافة أنحاء المنطقة ودول الخليج ويتوقع أن يصبح عامل جذب اقتصادي وسياحي واستثماري حيث سيحوي السوق المقام على مساحة مائة وعشرين ألف متر مربع على سواحل الخليج على مرافق استثمارية مثل المطاعم والأسواق وخلافه بالإضافة إلى توفير فرص عمل للمواطنين، ويأتي مشروع استكمال تطوير السواحل والواجهات البحرية باستكمال كورنيش المحافظة الحلقي بما يشمله من مسطحات خضراء وملاعب أطفال وممرات مشاة ليشكل عامل جذب سياحي وترفيهي للناس، وعما قريب سيتم البدء في إنشاء مركز الأمير سلطان الحضاري على الواجهة البحرية والذي يشمل على قاعات وصالات ومسارح مكشوفة ومغلقة وموقع للمعروضات التراثية مما يعزز من دور المحافظة في الحفاظ على التراث الشعبي وتعزيز الهوية الوطنية الحضارية واستيعاب الناشطين في المجالات التطوعية والتنموية والثقافية والترفيهية...
واستنادا إلى الأساس الاستراتيجي الثامن في خطة التنمية للمملكة الرامي إلى الاستمرار في تحسين البنى التحتية، يجري العمل على تدعيم شبكات الطرق في المحافظة تشمل إنشاء جسور وطرق شريانية محورية تصل بالطريق السريع وتطوير مداخل المدن، ومشروع تأهيل وتطوير المناطق المركزية بمدن وقرى القطيف وإنشاء الحدائق والمتنزهات في الأحياء بالإضافة إلى قرب الانتهاء من تصاميم أسواق الخضار والفواكه المركزية بمدن وقرى المحافظة وطرحها للإنشاء، وطرح مشروع مركز الحرف الشعبية، وإنشاء مركز النظم الجغرافية ومركز ضبط الجودة ومشروع احتياجات المناطق السكنية المجاورة ومشاريع المياه والصرف الصحي وخلافها من المشروعات الإستراتيجية الأخرى كإنشاء مستشفى جديد بخمسمائة سرير ومستشفى الأمراض الوراثية بمائتي سرير ومستشفى النساء والولادة ومركز الأسنان وغيرها من المشروعات التي بلا شك ستغير من وجه القطيف خلال الخمس سنوات القادمة لتعكس دورها التاريخي والحضاري..
وغني عن القول، أن عملية التنمية لايمكن أن تحدث دون وجود عوائق أو تحديات، ومن أبرزها الحد من تأثير محجوزات أرامكو على التمدد العمراني، وسن الضوابط والمعايير للحفاظ على البيئة البحرية والزراعية المميزة في المحافظة، وزيادة الفرص السكنية والخدمية عبر توفير أراضي فضاء للخدمات والسماح ببناء الدور الثالث في الأبنية السكنية مراعاة لمتطلبات السكان الاجتماعية، وبناء مرافق تعليمية جامعية تخدم الأعداد المتزايدة من أبناء المحافظة، بالإضافة إلى العمل من رفع مستوى الجودة في تنفيذ المشاريع وتطوير البنية التنظيمية في الجهاز البلدي وإعداد هيكل تنظيمي فعال للبلدية وتزويده بالكفاءات يقضي على مشكلة اتساع نطاق الإشراف، وأتمتة العمل بإنشاء مراكز خدمة الكترونية شاملة وصولآ الى الارتقاء بمستوى الخدمات البلدية في هذه المحافظة العزيزة، تحقيقآ للتطلعات التنموية للمواطنين والله من وراء القصد..