قداسة الأبرار
بللت دموعه صفحة وجهه، تنبه من غيبوبته، أدرك أنه وجد ضالته التي كانت في متناول يده وشاء لها النأي عنه.
أراد مسح تلك القطرات، فنهره ذاك العجوز :
ــ هي إمارة صدق مع ذاتك المضطربة فلم ترغب في إخفائها؟
فيأتي الصوت حزيناً منكسراً
ـ قد اجرمت بحق نفسي وليس في مقدورها ايقاف وابل التوبيخ واللوم
ـ ومن تراه سيمنعك ويتصدى لمعاتبتك!! حري بك أن تستمر في التعنيف والتقريع وفي ذات الوقت التأمل في كل ما صادفك
ــ من تكون؟
ــ قد تأخرت كثيراً في طرح سؤالك هذا!! خاطبتك مراراً،نصحت لك،حذرتك من الدنيا وزخرفها،من أهلها وجشعهم. فما كان منك إلى السير وراء ماتسميه قناعات.
تراها قادتك إلى دروب النجاح وحققت لك أمانيك؟
ــ آه .. الويل لي. ليتني أنصت إليك ونهلت من علمك واتبعت خطواتك.
ــ كنوز الدنيا والآخرة مثلت أمامك لكنك رفضتها.تخليت عن الأبرار الذين ذكرهم الخالق الكريم في محكم كتابه : " ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا * وكان الجزاء لهم " فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا* وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا*
ــ وأخزياه..يالقبح عملي وصدودي عن العترة الأخيار
ــ ها قد وضعت قدمك على بداية الطريق الصحيح فتعهدها بالعناية والاهتمام كيلا تزل
ــ إن شاء الله ولتكن رادعي على الدوام أيها الضمير الحي فآل بيت النبوة سفينة النجاة وحقيق بالعقلاء الإرتماء في أحضان مملكتهم المجللة بالقداسة