القديح.. مجسم ضريح السيدة زينب (ع) شموخ وإبا
سنتان مرت و”مجسم ضريح السيدة زينب رغم صغره قممٌ شامخة حتى السماء، وأنت حوله لا تنظر عينيك للأرض، تشمخ بأنفة وكبرياء كما زينب كانت شموخ وإباء، عزة وافتخار لأبناء بلدة القديح التي ما أن تفتا تذكر شهر محرم. حتى تعلم ان لمحرم في أجوائها طابع خاص روحانية تحوط بك تنقلك من زمان لزمان.
ومع بعد المكان لكن الأرواح مع القمم الشامخة تتلاقى، مع الحسين، مع زينب، مع أبي الفضل العباس كلهم نور واحد.
تتجول العدسة حول مناقبهم وترصد العاملين تحت ظلالهم ففي “مجسم السيدة زينب كان لقاء المخرج السيد شريف الخضراوي مع ثلة مؤمنة آمنت بالعطاء حباً وكرامة.
يحدثنا مصطفى عريوتي أحد العاملين على مجسم ضريح السيدة زينب عن الهدف من إنشاء مجسم ضريح السيدة زينب قائلا ” كانت الفكرة وليدة الأحداث والظروف الصعبة التي مرت بمرقد السيدة زينب في سوريا ولشدة ما رأيناه من حزن الناس لعدم مقدرتهم على الوصول إلى زيارتها، رأينا الفكرة فرضت نفسها علينا بأن نقوم بعمل مجسم للضريح المبارك ليكون بلسماً لقلوب المشتاقين للزيارة”.
واستطرد “أننا نعمل الآن على نزع الستيكرات القديمة واستبدالها بجديدة تبرز جماليات العمل وتعطيه رونقاً يضفي على الناظر لمسة من الرضا والقبول، مضيفاً ” من متوقع أن ينتهي العمل مع هلال شهر محرم يوم غد”.
وأشار محمد العرفات أحد جيران الساحة التي يتواجد فيها مجسم الضريح ” رأيت الشباب منهمكين بالعمل منذ أيام، بجهود متواصلة لتجهيز المنارة لمجسم ضريح السيدة زينب فأحببت مساعدتهم رغبة في الثواب ومشاركتهم في الخدمة ”
وأبان أن عملهم مستمر سنة تلوا الأخرى، فمنذ خمس سنوات وهو يرى أمام ناظريه هذا المشهد يتكرر عمل دؤوب في خدمة أهل البيت ، منوهاً أن مجسم ضريح السيدة زينب موجود في المكان منذ سنتين فقط.
ولذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً حضور لافت، فهم لم يبرحوا بعيداً عن محبة أهل البيت فطرتهم قائدٌ لهم في التوجه لخدمة الإمام، هي بوابة العبور والمنفذ إلى قلوب الآخرين رغم براءتهم وقلة إدراكهم إلا أن وجودهم يجسد عنوان الحب والتفاني.
السيد شريف تحدث مع أحد المتواجدين للعمل في المجسم سائلاً اياه عن تواجده في المكان ماذا يعمل فأجاب بلغته الخاصة ” إنه يعمل للإمام وأن المسئول عن بناء المجسم ابراهيم البناي طلب منه أن يوزع الماء ويفرش السجاد للمعزين ”
وعن شعور العاملين في المجسم يخبرنا أبو محمد وهو يهم بصبغ القبة عن مشاعره وأحاسيسه وهو يعمل في مجسم الضريح قائلاً ” هذا شرف لي أن أواصل العمل والخدمة وأتمنى لأولادنا وأحفادنا أن يواصلوا أيضاً، نحن نسعى لتعريف الناس على الأعمال التي تقوم بها لجنة محبي أهل البيت ع وإيصال الرسالة الحسينية عن طريقها “.
وذكر أن الخدمة الحسينية شرف للجميع وأن هذا المجسم تم عمله ليشبع جانباً من التعلق العاطفي بالسيدة زينب وأنه يأمل أن يستشعر الناس مظلومية زيارتها فللشوق تأثير مضاعف على التأسي والاقتداء بها.
وبكلمة معبرة استطرد أبو محمد ” عندما ينتهي العمل ونجلس في المجلس ونشاهد إقبال الناس على المجسم للتعزية يحن القلب شوقاً للزيارة فأسلم على السيدة زينب وأقول لها ” لئن بعد جسدي عنك فقلبي يوصلك السلام ” راجياً من الله القبول.