أم الحمام: الناشط المبارك يحاضر بإبداع عن أخلاقيات خدمة أهل البيت(ع )
كثيرة تلك الأصوات التي تطالب بتجديد ومواكبة الخطاب الديني خصوصاً مايتعلق بالمنبر الحسيني وسبل تطويره أو بالأصح تجديد طريقة الطرح بما يتناسب مع التطورات التكنولوجية المعاصرة في مجال الاتصال والتكنلوجيا الإنسانية.
وهذا ما ألفناه منذ عقود من ممارسة رجال الدين «المشايخ» أعمالهم كخطباء تقليديين وجاء اليوم الذي رأينا الخطيب الذي يقوم بتطبيق قواعد التوستماستر ولغة الجسد ونبرات الصوت وطبقاته والإيحائيات لكسر حالة الجمود التقليدية المألوفة التي عرفنها في الخطاب الديني وربط وجذب المتحدث باستخدام القدرات والإمكانيات المتميزة للملقي ومنها لغة الجسد المتناسقة مع الكلمة والمعنى وسرعة التفاعل والانسجام والثقة واﻷيمان باﻷطروحات، واستخدام الوسائل المرئية والسمعية المدعمة بالقصص الواقعية والحياتية التي تدخل المستمع بجو وجواهر الموضوع وتعزز المطالب المطروحة بأدلة عقلية وواقعية تلامس واقعنا الديني والحياتي.... ذلك الخطاب الذي يشعرك بجوهر الحقيقة ومعانيها النبيلة وينقلك بوجدانك لتلك العوالم التي يراد للإنسان أن يعيش في جوها ويستنشق أريجها.
إذا وجدنا هذا الخطاب والإلقاء هذا يعني أننا بدأنا بالفعل في عملية عصرنة الخطاب الديني والمنبر الحسيني، وأننا تقدمنا بخطوة جريئة في مشروع العالمية للقضية الحسينية،
نعم هذا ما لمسناه فيما قلنا من تطور وإداء متميز أثناء حضورنا لندوة الإعلامي والناشط الاجتماعي المعروف، والذي أضاف لألقابه لقباً جديداً «الشيخ» وجدي عبد العظيم المبارك الذي توج مؤخراً بعمامة الدين على يد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله الوارف.
ندوة المبارك كانت متميزة بكل المقاييس التي عنونها بأخلاقيات خدمة أهل البيت .. هذه الندوة كانت تنسيقاً بين الشيخ وجدي المبارك ومجلس العقيلة النسائي بأم الحمام، بدعوة مفتوحة لجميع خادمات أهل البيت ع في المنطقة.
افتتح آل مبارك الندوة بذكر فضيلة مميزة للإمام علي ، بقصة حدثت في زمن النبي طرحها بشكل سلسل ومغاير في طريقة الأداء ولغة التخاطب المألوفة والمتداولة، ثم بدأ حديثه بمقدمة عن مستوى الأعمال البشرية، وهل هي مستوفية لدخول البشر الجنة؟ في طرح عقلي ومنطقي سلسل لجذب الحضور لمفهوم العمل وعلاقته بالعبادة، وتطرق إلى مفاهيم المعادلة الربانية والبشرية، والمعادلة الدنيوية والأخروية، وعلاقة هذه المفاهيم بالعمل ورقيه لدى الإنسان البشري.
وناقش في ندوته الحوارية عدة محاور منها: أهمية ثقافة العطاء في المجتمع الذي يجسد معنى سام للعبودية والخضوع لله، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنواع العطاء المادي والعطاء المعنوي، وكيف أن الخدمة تمثل رافداً من روافد ثقافة العطاء والبذل في المجتمع وتعزيزاً لثقافته وتساعد على رقي المجتمع وتقدمه.
ثم تطرق المبارك لدرجات ثقافة العطاء والبذل وهي: المشارك والمعطي والمعطي المتميز وحالة الإيثار والعطاء ألا محدود وهو أعلى درجات العطاء واعطى مثلاً عن كل درجة.
وتساءل عن أنواع الخدمة الاجتماعية في المنظور الإنساني وهي الخدمة الواجبة والتكليفية والتطوعية والاضطرارية، مبيناً الفرق بين هذه الأنواع وعلاقتها مدعماً إجابته بأمثلة واقعية عليها.
ثم تطرق إلى مفاهيم الخدمة وتعريفها بين حدين وهي الخدمة المفترضة والمرغوبة مبيناً أن خدمة أهل البيت هي الخدمة المرغوبة التي تشعر بالفخر والعزة.
ثم تساءل عن اسباب انخراط البشر في خدمة أهل البيت ؟ تاركاً المجال لمشاركة الحضور للمشاركة في اجابتهن على هذا السؤال الجوهري، ثم تحدث عن القراءات التي يمكن قراءتها من لقب خادم والتي تجسد معاني عميقة لاي لتفت إليها الكثير من خلال التبني والممانعة وصاحب رسالة خاصة ورائدة.
ثم تحدث عن المنطلقات التي تشجع الموالين على هذه الخدمة ومنها المنطلق الإنساني والولائي ومنطلق المسؤولية والعقائدي.
ثم توقف عند محور خاص وهو استثنائية للإمام الحسين ؟ ودعم هذا المحور بمقاطع صوتية ومرئية ادخلت الحضور في هذا المحور المعني في مشهد وإلقاء عاطفي رائع ومميز.
ثم تحدث بشكل تفصيلي عن هذه الخدمة وعلاقتها بالعطاء اللا محدود واستمرارية القضية الحسينية وتطرق أنه في صدد طرح أطروحة متميزة تحت عنوان علاقة التوأمية بين الحسين والقائم الحجة .
ثم دخل في صلب الخدمة الولائية وانواعها المتعددة وأهدافها الحضارية وبناء جدار الممانعة والحصانة للجيل الناشئ، متطرقاً إلى مفاهيم الخدمة بين القدوة والتأمل والمسؤولية والمعرفة الذي يمثل العنصر الأهم في رفع مستواها وتقدمها.
ثم أردف محوراً عن توأمية العلاقة بين الحسين وزينب مبيناً دور السيدة زينب في هذا الجانب وكيف تكون خادمة أهل البيت في خدمتها لهم والأسس والمنطلقات التي تقوم عليها هذه الخدمة.
وتطرق المبارك إلى سبل وطرق جذب الشريحة الشبابية للانخراط في هذه الخدمة، وخصص محوراً للرؤية المستقبلية لتطوير هذه الخدمة والمضائف الحسينية من خلال الوعي والتأمل بمشاريع خدمية وثقافية واجتماعية تظهر مستوى راق ومتميز لهذه الخدمة، مبيناً أمثلة ومشاريع واقعية ظهرت في مجتمعاتنا ونسعى لابتكار مشاريع جديدة في السنوات القادمة تشجع عليها وممارستها.
وفي نهاية الندوة قدم مجلس العقيلة كلمة شكر وامتنان لسماحة الشيخ وجدي المبارك وللحضور الكريم سائلين المولى عز وجل أن يوفق الجميع لنيل شرف خدمة محمد وآل محمد.