عيد الله الأكبر
بسم الله الرحمن الرحيم
عيد الله الأكبر
آيتان تحددان مصير الأمة
قال تعالى: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا» المائدة 3.
وقال تعالى: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ» النّور55.
تكللت مسيرة الاسلام وجهاد النبي الأكرم بالنجاح حينما جاء النداء اللهي للنبي الأعظم بتبليغ الرسالة «وهي ترسيخ مبدأ الولاية العظمى لأمير المؤمنين » في أخريات حياته الشريفة، ولعلم الله تعالى بالصلاح لهذه الأمة المرحومة ختمت الرسالات السماوية برسالة نبينا ، ولكي تسير هذه الأمة على الهدى والصلاح اختار الله تعالى لها من يقوم بشؤونها على أتم أوجه الصلاح لها وهم المعصومون بعد النبي أولهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب .
فلم يكن التخطيط اللهي عبثا أن يترك الأمة بعد النبي بدون خليفة يختاره سبحانه وتعالى ليقود زمام الامة معصوما من الخطأ والرذيلة، وما نراه في هذه الأمة من التخبط والاختلاف والغي إنما هو وليد طبيعي من ابتعادها عن ثقافة الغدير والقيادة التي جعلها الله تعالى لها فلو ساروا على هدى وخطى أمير المؤمنين وأهل البيت النجباء لما حصل هذا الاختلاف والتخبط.
والآية الشريفة الأولى في الأعلى تحدد النهج القويم لصلاح الأمة بالإسلام الاصيل، بل بوحدتها وحصر الاسلام الذي أراده الله تعالى ورضيه لها، فلو تمعنا قليلا في الآية لوجدنا أن الله تعالى لا يريد أي دين بل يريد الدين الذي كمُل بولاية علي بن ابي طالب وأهل البيت ، وبه تمت النعمة الكبرى وهو الاسلام الذي رضيه الله تعالى لكل المسلمين أن يدينوا به، فغير هذا الدين وهذا الاسلام ليس مرضياً قطعاً له عز وجل.
وكل تلك الايام التي قضاها رسول الله من حياته الشريفة وجهاده العظيم في تبليغ رسالته ربه لم تتم ولم يكتمل الدين ولم يرتضِ الله سبحانه وتعالى هذه الرسالة إلا بولاية أمير المؤمنين قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ» المائدة 67. وهنا إشارة في ذيل هذه الآية الكريمة بكفر من لا يرتضي بتبليغ الولاية لأمير المؤمنين ، وهذا المعنى ينسجم مع قولنا بحصرية الاسلام المرضي من قبل الله تعالى فغيره غير مرضي له سبحانه وهو يساوق الكفر برسالة الله عز وجل.
وأما الآية الثانية في الأعلى تحدد الوعد اللهي الصادق باستخلاف الأئمة الطاهرين سلام الله عليهم في الارض وتمكينهم من إقامة العدل اللهي بالدين الذي رضيه تعالى لهم «وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ» فهذا الدين المرضي لله تعالى هو نفسه الذي أمر الله نبيه الأكرم بتبليغه للامة بولاية أمير المؤمنين علي بن ابي طالب وأهل البيت ، وغير هذا الدين لا يرتضيه الله سبحانه وتعالى بل الكفر بهذا الدين المرضي من قبل الله تعالى يساوق الفسق والخروج عن الدين كله كما يشير لهذا المعنى ذيل الآية الكريمة «وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ».
اللهم ثبتنا على ولاية أمير المؤمنين وأهل البيت ، وفي هذا اليوم عيد الله الأكبر عيد الغدير نعلن هويتنا ونجدد بيعتنا لأمير النحل سلام الله عليه.