مخاطر المكملات الغذائية على صحة الرياضيين
المكملات الغذائية، هي مستحضرات هدفها تكملة النظام الغذائي بمواد تغذوية مثل الفيتامين والمعادن والألياف والأحماض الدهنية والأحماض الامينية والتي قد تكون مفقودة في النظام الغذائي للشخص أو قد تكون لا تستهلك بكميات كافية. تعتبر بعض البلدان المكملات الغذائية كأطعمة، بينما تعتبرها بلدان أخرى أنها أدوية أو منتجات صحية طبيعية.
تصنف هيئة الدستور الغذائي كل الممكلات التي تحتوى على الفيتامينات والمعادن على أنها أطعمة. وهيئة الدستور الغذائي هي منظمة التي ترعاها منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.
دفع الهوس الشديد للحصول السريع على جسم رياضي رشيق، الشباب للجوء إلى بروتينات غير معروف مصدرها، أو ما تحتويه من مكونات، التي قد تكون غير صالحة للاستخدام، الهدف من تصنيعها جني أرباح كبيرة بطرق غير شرعية، دون اكتراث بصحة الانسان.
وللأسف أصبح الإقبال على المكملات الغذائية الرياضية ظاهرة بارزة بين الشباب، من أجل تكوين بنية جسمية لافته للأنظار، وذلك من دون الحرص والتأكد منهم على صحة المواد المباعة، ومدى مطابقتها للمواصفات التي حددتها وزارة الصحة على المحال والأندية الرياضية.
هناك أنواع عدة من المكملات الغذائية التي تتنوع بالتالي مخاطرها أيضاً. فهناك بروتينات على شكل مسحوق تعمل على زيادة الوزن حيث تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات والسكر. وهناك نوع آخر يحتوي على نسبة متوسطة من الكربوهيدرات والبروتين مثل pro complex وهناك نوع عالي البروتين مثل whey protein تتوافر فيها الكمية الكافية من البروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات مع جدول غذائي، الذي لا يستطيع اللاعب الحصول عليه من الوجبات الغذائية. ولأنه كلاعب كمال أجسام وقوة بدنية يجب أن تتوافر له الكمية الكافية في التغذية الصحية، لذلك يتم اللجوء إلى استعمال المكملات الغذائية.
وهناك نوع آخر يعمل على زيادة الطاقة والمحافظة على العضلات مثل الكرياتين والجلوتامين بالإضافة إلى عدد من المواد الأخرى التي تعمل كل واحدة من هذه المواد في المحافظة على العضلات وتوصيل الجسم إلى عملية التفعيل الغذائي الكامل مثل الجلوتامين الذي يزيد من قوة المناعة وسرعة صيانة الألياف العضلية بعد ممارسة التمارين الرياضية.
أما النوع الثالث من البروتينات فيأتي في شكل كبسولات مثل «المنيو أسيد» لكن الاعتقاد السائد بين الكثير من ممارسي رياضة كمال الأجسام أن هذا النوع من البروتينات له تأثير في الجسم. و«المنيو أسيد» هذا هو عبارة عن أحماض أمينية مكونة من 32 حامضاً أمينياً اللازمة لبناء العضلات بطريقة صحية، وتؤخذ من مصل اللبن أو الجبن، لأن العديد من الأحماض الأمينية لا يمكن صنعها في جسم الإنسان ولهذا يتم اللجوء إلى استعمال الأحماض الأمينية عن طريق المكملات الغذائية.
عن الفرق بين البروتينات والمنشطات الهرمونية، ونسبة الضرر بينهما قال الدكتور مصطفى صبري، استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي: "البروتينات المستعملة في بناء الأجسام هي منتجات تحتوي على تركيز عالٍ من منتجات الأحماض الأمينية اللازمة لبناء العضلات وتعويض الخلايا العضلية التالفة. أما الهرمونات المستعملة من قبل بعض الرياضيين فهي هرمونات تنتمي إلى مجموعة السترويد وهي تزيد النشاط وتسرع نمو العضلات بشكل غير طبيعي وتأثيرها على ضغط الدم، والقلب، وبقية أجهزة الجسم، والإفراط في استعمال البروتينات، يمكن أن يزيد العبء على الكلى والكبد مع زيادة ناتج تبادل البروتينات. والبروتينات بكميات مدروسة لا تضر، أما الهرمونات فهي ضارة بأي نسبة.
وأضاف: «كما أنه يوجد مكملات غذائية خاصة تستخدم في أوقات معينة مثل، مكملات ما قبل التمرينPre - Workout Supplements، ومكملات ما بعد التمرين Post - Workout Supplements. وبعض أنواع المكملات مثل »الكريتاتين« التي يجب التوقف عنها كل ستة أسابيع أو أسبوعين على الأقل لأن الإكثار منها قد يسبب بعض الأضرار في الجسم».
وعن الأمراض التي قد يصاب بها مستخدم هذه المكملات قال صبري: "تؤثر الهرمونات سلباً في الجسم فتسبب:
- ارتفاع ضغط الدم «التوتر الشرياني»
- اختلال نسبة السكر في الدم
- زيادة احتمال الإصابة بالالتهابات الجرثومية لانخفاض المناعة
- الإصابة بهشاشة العظام
- الاضطرابات النفسية والعدوانية
- النمو غير الطبيعي للثدي عند الرجل مع ضمور البروستاتا
- اختلال الدورة عند المرأة ونمو الشعر غير الطبيعي
- تضخم عضلة القلب مع هبوط القلب
- اختلال تبادل الدهون وتصلب الشرايين
- تراكم الشحوم على الكبد
- الإصابة بتعتيم القرنية والعدسة
- زيادة إمكانية التمزق العضلي".
ويوضح الدكتور مصطفى أن أكثر الفئات العمرية استجابة وتأثراً بهذه المنتجات، التي تكون في مرحلة النمو، والمراهقة، وما بعدها، وعلى الشباب الاستعانة بالغذاء الصحي المتوازن عوضاً عن هذه المكملات، كما أن ممارسة الرياضة بشكل عادي سيؤدي إلى نمو العضلات دون الحاجة إلى استعمال البروتينات أو الهرمونات. وإذا كان لابد من ممارسة كمال الأجسام فليكن تحت إشراف رياضي طبي متخصص.
وقال الدكتور عبد الحليم فضل، استشاري جراحة عظام بمستشفى راشد في الإمارات العربية المتحدة، والمدير الطبي لنادي النصر: «هناك الكثير من الخداع في الصالات الرياضية عن المكملات الغذائية الرياضية، والتي شاع انتشارها بين الرياضيين بهدف الحصول على نتيجة سريعة وفعالة تحقق لهم الشكل الذي يحلمون به، وجميع هؤلاء هم ضحايا أوهام كاذبة. كما أن من يبيعها من الرياضيين المسؤولين في الصالات الرياضية، لا يتمتعون بالخبرة الكافية التي تؤهلهم لوصفها، كما أن المعلومات التي يروجون بها هذه المنتجات معلومات خاطئة بعيدة عن سلامة الرياضي».
وأضاف: «الكثير من هذه المنتجات تباع في الأندية من دون أن تكون مرخصة، ولا نعرف مصدر هذه المنتجات، والتي قد تكون مغشوشة، وثبت في الدول المتقدمة أنها منشطات مضرة بالصحة، ونشهد نحن مضاعفاتها في مستشفياتنا من خلال الحالات التي تأتينا، حيث هناك الكثير ممن ينساق وراءها تحت مسميات غير صحيحة، ولهذا على الرياضيين الابتعاد عنها واقتنائها من الصيدليات تحت وصفات طبية».
وعن الأعراض التي قد تتسبب بها الكورتيزون قال الدكتور فضل: «إن تناول كميات كبيرة منها يضر بالأعصاب والعضلات والعظام. كما أن هناك الكثير من الحالات التي تم استقبالها تعرضت للنخر بالعظام، ما قلل من حركتهم، وحالات تعرضت لضرر كبير في العضلات، ومنهم من يتناول »الكورتيزون« وهو إحدى الفئات المنشطة التي يكثر الرياضيون استخدامها، فتؤدي بهم في النهاية إلى ترك الرياضة، وبعضهم توفى اعتقاداً منه أنه يأخذ مكملات غذائية في حين أنه تم الاكتشاف في الفحوص أنها منشطات».
ويقول الدكتور عمرو مسعود، اختصاصي جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة: «قبل تناول المنشطات الهرمونية التي تستخدم كمنشطات رياضية للأجسام لتكبير حجم العضلات فمن الضروري على مستخدميها أولاً معرفه أضرارها على أجهزة الجسم المختلفة، وخصوصاً على الجهاز التناسلي. فالمنشطات الهرمونية التي قد تكون مماثلة لهرمون الذكورة «التستوستيرون» أو من مشتقاته تؤدي إلى العقم في كثير من الحالات، وكذلك ضعف القدرة الجنسية، وضمور الخصيتين، ذلك أن وظيفة الخصية هو إنتاج »التستوستيرون« وكذلك الحيوانات المنوية، وهذه الوظيفة يتحكم بها هرمونان يفرزان من الغدة النخامية بالمخ وهما الهرمون المحفز للحويصلات «follicular stimulating hormone «FSH» المسؤول عن استمرار إنتاج الحيوانات المنوية، وهرمون اللونته «leutinizing hormone. «LH» المسؤول عن إفراز »التستوستيرون«، وإفراز هذين الهرمونين يحفز الخصية لإنتاج هرمون الذكورة والحيوانات المنوية، وعند زيادة هرمون الذكورة عن المعدل الطبيعي يقل إفرازهما، كما أن تركيز »التستوستيرون« المفرز من الجسم في الخصية أعلى من تركيزه في الدم وقد يصل إلى 40 ضعفاً وهذا ما لا يستطيع عمله الهرمون المستخدم من خارج الجسم».
وعن وظيفة هذه المنتجات في الجسم أكد الدكتور عمرو، أنه عند استخدام هذه العقاقير يزيد نسبة التستوستيرون في الدم ولكن ليس في الخصية فلا يكون تركيزه في الخصية أعلى مما هو في الدم كما هو في الوضع الطبيعي، ما يؤدي ذلك إلى قلة إفراز الهرمونين LH وFSH، ونتيجة لقلة هذين الهرمونين وعدم وجود تركيز عالٍ للتستوستيرون بالخصية، تعتل المنظومة الهرمونية المسؤولة عن تنظيم وظيفة الخصية، وبالتالي تضطرب وظيفة الخصية بالسلب ويقل إفرازها أو ينعدم للتستوستيرون، وكذلك يقل عدد الحيوانات المنوية مع الوقت أو خلال زيادة جرعة العقار المستخدم، ما قد يحدث انعدام كامل لعمل الخصية وتوقفها عن إنتاج أي حيوانات منوية، وقد ينتهي الأمر بضمور الخصية.
كما أشار الدكتور عمرو إلى ضرورة تجنب استخدام المكملات الغذائية الرياضية وعلى من يستخدموها أن يتوقفوا عنها، وإجراء التحاليل اللازمة من قبل الطبيب بعد ثلاثة أشهر من التوقف، لبيان مدى تأثيرها في الجهاز التناسلي وإن كان الشخص المستخدم لهذه العقاقير يحتاج إلى العلاج أو لا.
ووصف الدكتور الصيدلي عيسى أحمد، المكملات الرياضية بأنها من المكملات الغذائية، ويتم بيعها من دون وصفة طبية ولا تصنف كدواء بل هي مكملات غذائية، وقال إنها موجودة في محال مكملات الأغذية والمراكز التجارية، وقد يكون لبعضها أضرار صحية على الكبد والكلى، وقد تتسبب بالضعف الجنسي.
وعن الشكاوي التي تم استقبالها عن غياب تاريخ الانتهاء في المنتج أضاف: «هناك الشريط اللاصق خلف علبة المنتج يحتوي على المكونات والعناصر ونسبها، وكيفية الاستعمال، كما أن هناك تاريخ إنتاج وتاريخ انتهاء، والمنتجات المسموح ببيعها في الصيدليات هي whey protein والأحماض الأمينية، أما الأنواع غير المصرح بها فهي الهرمونات المحفزة مثل »التستسرون« و»الديكاديورابولين«. كما أن أكثر الفئات العمرية هوساً بها هم الشباب مابين 15 - 25 سنة».
وأشار الدكتور عيسى إلى أن فوائد المكملات الغذائية الرياضية قليلة، حيث تكمن فوائدها في أنها تساعد في بناء العضلات وتقوية بنية الجسم، ولكن نتائجها وخيمة، وعلى الرياضيين تناولها تحت إشراف من الأطباء والمدربين الرياضيين ويجب إجراء الفحوص الطبية للكبد والكلى بشكل مستمر لتوخي الحذر.
وقال أحد متعاطي هذه المكملات الغذائية: إنه يتدرب في صالة رياضية، ويستخدم المكملات الغذائية الرياضية التي تسهم في بناء الجسم، ونظراً لتناوله جرعة كبيرة فقد تسببت له بمضاعفات صحية، جعلته يذهب إلى الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة، حيث منعه الطبيب من تعاطي هذه المكملات، والاتجاه إلى الغذاء الصحي.
وأضاف: «هناك الكثير من الشباب الذين يتعاطون هذه المكملات «منشطات وهرمونات» التي لا تتوافر في النوادي الرياضية لحظرها من قبل الجهات المختصة»، موضحاً أن الشباب يتجهون إلى تعاطيها بشكل سري، للحصول على نتائج سريعة ولإبراز عضلات الجسم من دون النظر إلى عواقب هذه المواد وتأثيرها في صحتهم.
ويوافقه الرأي متدرب آخر، في أن الإفراط في تناول هذه المكملات قد تتسبب بمشكلات صحية لا نعي خطورتها في البداية، وقال: «انتشرت ظاهرة تداول المكملات الغذائية الرياضية في الصالات الرياضية بشكل كبير وأصبح بيعها تجارياً ليس له علاقة بصحة المتدرب. كما أنني كنت أحد ضحايا استخدام هذه المكملات، حتى أصبحت مدمناً عليها لاعتقادي أنها تسهم في جعل الجسم كما نشاهده في الصورة».
كما أشار إلى أنه تعرض لمضاعفات صحية تسببت في انهيار جسمه، حيث لجأ إلى مختص ليصف له البروتينات اللازمة لبناء جسمه، ودعا الشباب إلى الابتعاد عن هذه المكملات التي تدخل إلى الأسواق بطريقة غير شرعية، وعدم الانصياع وراء الدعايات الخادعة التي تستغل هوس الشباب بالأجسام. استقت بعض الملومات من مجلة بلسم لشهر نيسان 2013م.