«صانع الفخار» الغراش يلفت أنظار زوار مهرجان ألصالة والتراث بصناعاته الفخارية
تعد صناعة الفخار من الحرف التقليدية التي تبرز تراث المنطقة والتي اهتم بها أبناء المنطقة منذ القدم، وذلك لاحتياج الناس إلى استخدام الأدوات والأواني الفخارية في طهي الطعام وحفظه وتبريد الماء، وإلى الآن لا تزال هذه الحرفة موجودة في المنطقة.
وفي مهرجان الأصالة والتراث «21» نرى صانع الفخار زكي علي الغراش قد جلس في أحد الأركان يمارس صناعته بكل حرفية ودقة وإتقان الأمر الذي جعل زوار المهرجان ممن يتجولون في أركان المهرجان ينجذبون إليه ويتوقفون عنده ليتعرفوا على هذه الحرفة القديمة وكيفية صناعتها، وبالأخص جيل الصغار الذين لم يكونوا على معرفة بهذه الحرفة وباستخداماتها، أما الكبار فأخذوا يتذكرون من خلالها عبق الماضي الجميل.
اللجنة الإعلامية بالمهرجان التقت بالحرفي الغراش وأجرت معه حوارا حول هذه صناعة الفخار.
وأوضح الغراش أن صناعة الفخار تعد من الحرف القديمة التي مارسها العديد من الناس في الماضي سعياً منهم لطلب الرزق، أما سبب تمسكه بهذه الحرفة ليس بهدف العائد المادي فقط وإنما لحبه وعشقه لها رغم المشقة في ممارستها، ولأنها حرفة أبائه وأجداده، مشيرا إلى أنه مارسها منذ الصغر أي منذ 26 عاماً، بتعليم من والده، وأنه قام بتعليم الصغار من إخوته، ويسعى الآن لتعليم أولاده على هذه الحرفة، متمنيا بقاء هذه الحرفة واستمراريتها وأن تتوارثها الأجيال القادمة جيل بعد جيل.
وبين أن هذه صناعة القطع الفخارية تمر بأربع مراحل؛
المرحلة الأولى هي مرحلة اختيار التربة الخاصة المسماة «بالطين» أو «بالطين الخويلدي» وهو من أجود أنواع الطين المستخدم في صناعة الفخار وسمي بالخويلدي نسبة إلى أهالي بلدة الخويلدية الذين كانوا يحضرونه من جبل حريف الذي يقع بين العوامية والقديح، ومن الجارودية، والجش، والكثير من أنحاء القطيف الغنية بالطين الصالح لهذه الصناعة.
والمرحلة الثانية تتمثل في وضع الطين في أحواض ماء ليتم فيها تصفيتة، ومن ثم يداس عليها بالأقدام، وتترك لمدة نصف نهار لكي تتخمر، أما الآن فيتم تصفيتها عن طريق الماكينة الخاصة.
وأما المرحلة الثالثة فيتم أخذ جزء من الطين بمقدار الحاجة لتصنيع القطعة المراد صنعها، حيث يتم تشكيلها وتفريغها من الهواء، ثم توضع في مكان ظل مناسب لحين تجف.
فيما تتمثل المرحلة الأخيرة في إدخال الأواني بعد جفافها في الأفران الخاصة بعملية الحرق التي تتراوح مدة الحرق فيها من 18 إلى 24 ساعة للقطع الفخارية الكبيرة ومن 5 إلى 6 ساعات للقطع الفخارية الصغير، وبعد الانتهاء من عملية الحرق تصبح القطع جاهزة وتعرض للبيع.
وقال الغراش إن أكبر الصعوبات التي تواجهه في هذه المهنة تتمثل في قلة اليد العاملة، عدم وجود مكان لتخزين الطين، داعيا الجهات المهتمة بالتراث إلى الإهتمام بهذه الحرفة وتذليل كافة الصعوبات التي توجهها.
وأشار إلى أن زبائنه من مختلف الناس، كلا حسب حاجته ونظرته فمنهم من يقتنيها كقطع تراثية، ومنهم من يقتنيها كتحف للزينة، ومن يقتنيها للطعام والطبخ لقناعته أنها أكثر صحية من الأواني المنزلية العدنية.
وأبان أنه سعى لتطوير هذه الحرفة من خلال تصميم أشكال جديدة وابتكارات حديثة مثل إضافة بعض الزخارف على المشغولات الفخارية، والرسم عن بعض الفخاريات، وتلوين بعضا آخر، مفيدا أن أكثر الفخاريات مبيعا هي المبخر، والحب، والقدر، والحصالة، وتحف الزينة، مشيرا إلى أن الأسعار منسابة جداً وأن الزبائن راضين عن الأسعار، لافتا النظر إلى أن أسعاره في الغالب ثابته