سلسلة ندوات بعنوان فنيات تعديل السلوك
دكتور مهدي الطاهر وفنيات تعديل السلوك
نظم منتدى رفاهـ للدراسات والتنمية الأسرية سلسلة ندوات بعنوان «فنيات تعديل السلوك» من تقديم الدكتور مهدي الطاهر «دكتوراه في علم نفس التعلم» والتي بدأت في ليلة الثالث من شعبان واستمرت لمدة 3 أسابيع وقد حضرها ما يقارب 30 مشاركاً من الجنسين في مدينة الدمام.
ابتدأ الدكتور مهدي خلال سلسلة الندوات بالتطرق العام للتعريفات والمفاهيم، الخصائص العامة والمبادئ الأساسية لتعديل السلوك، ومنها أن تعديل السلوك هو «تغيير» وعلم يشتمل على التطبيق المنظم للأساليب التي انبثقت عن القوانين السلوكية، وتقديم الأدلة التجريبية التي توضح الأساليب التي تم استخدامها في التغير الذي حدث في السلوك. وأشار أيضاَ إلى الأسس النظرية التي يستند لها منحى تعديل السلوك.
تحدث د. الطاهر عن تاريخ تعديل السلوك عبر العصور والمراحل التي مر بها حتى وصل إلى صورته الحالية كعلم له قوانينه ونظرياته وتقام له الجلسات والمؤتمرات. كما سلّط الضوء على دور المرأة في ملاحظة سلوك الزوج وأفراد الأسرة سواء كانت أماً أو زوجة عليها تتبع تغيراتهم لتحديد مواطن المشاكل السلوكية كخطوة أولى قبل التشخيص والتعديل. أيضاً، نبّه على أنه لابد من دراسة السلوك بباطنه وظاهره «أثناء - قبل - بعد»، وصّرح بأن القراءة القشرية للسلوك هي دراسة ضعيفة.
و أوضح النماذج النظرية التي يعتمد عليها علم تعديل السلوك ومنها على سبيل المثال: نموذج التعليم الاجتماعي وهو التعلم المكتسب أو الذي يحدث دون تدريب مباشر، وهو يحدث عن طريق المحاكاة والملاحظة، وأشهر العاملين به هو العالم ألبرت. ذكر الدكتور أيضاً، نموذج التعلم المعرفي الذي يهتم بإدراك الشخص للأحداث وتفسيره لسلوكه وتبريره وغيرهم من النماذج المعتمدة. يمكن تعديل السلوك كما قال الدكتور مهدي مؤكداً: أن النظر في أبعاد السلوك وهي حساب التكرار وحساب زمن الممارسة، الدرجة أو شدة الممارسة والفترة الزمنية ضرورية، فهذه تساعد الآباء والأمهات في تعديل السلوك.
وعَمَدَ د. الطاهر لشرح المبادئ الأساسية في تعديل السلوك وهي: التعزيز، العقاب، ضبط المثير، التعميم، التمييز أو الإلغاء. كما وضّح إن على المعالج السلوكي أن يقوم بتقييم أداء الفرد وتحديد الأولويات وتحديد السلوك وقياسه كما عليه أن يقوم بالحكم على السلوك وفاعلية علاجه مشيراً إلى أن خطة العلاج تشمل على تحديد الهدف المراد الوصول إليه والذي يشمل بدوره على عناصر كالثبات النسبي «إمكانية تغيير السلوك وضبطه» وتحليل السلوك «متى بدأ وما هي شدته ومع من؟»، كما قال على حد تعبيره: «كلما حللنا في السلوك وصلنا إلى فنيات تعديل دقيقة».
و أضاف أن القياس يعتمد على طبيعة السلوك المستهدف، وبشكل عام أكثر طرق القياس شيوعاً في تعديل السلوك هي الملاحظة المباشرة وإن قياس السلوك المستهدف يتم من خلال أشخاص مؤهلين مدربين على ملاحظته وتسجيله.
بما أن تعديل السلوك عملية منظمة تشتمل على ضبط العوامل ذات العلاقة بهدف اكتشاف العلاقات الوظيفية بين الظروف البيئية والسلوك فقد عرج د. الطاهر لعرض التحليل الوظيفي لكلاً من البيئة والسلوك، فالتحليل الوظيفي يعكس طريقة فهم السلوك ويدلي بمعلومات عن سبب حدوثه بالتحديد، كما أن معرفة السبب تساعد على تعديل السلوك مثلما الأحداث والمثيرات داخلية كانت أم خارجية تغير في السلوك.
و أشار إلى تأسيس الإجراءات الذي استخدمه «جاك ميشيل» ليقصد به أي تغير بيئي له تأثيران رئيسيان: الأول التغير يزيد من الفاعلية التي تدعم السلوك الإجرائي أما الثاني التغير يزيد من الاستجابة الفورية. كما أدلى خاتماً بأن أي سلوك يحتاج إلى تأني مدرك وتركيز دقيق ليتم وضع خطة لتعديله.
تضمنت جميع ليالي الندوات مداخلات وتساؤلات متعددة من قِبل الحضور التي عقب عليها الدكتور مهدي في آخر ربع ساعة من كل ليلة.