المؤسسات الخيرية واللامبالاة علاقة من نوعٍ آخر
في كل مجتمعٍ من المجتمعات بأنواعها هناك زاوية تعني بخدمة المجتمع يطلق عليها ”المؤسسات الخيرية“ وهذه المؤسسات الخيرية تمثل الضوء الذي يضيء حالكات الظلام، وتكون هي القلب النابض الحنون الذي يحتضن المتعبين والذين يحلمون ويأملون..
نعم، وكسائح يهوى التسكع في الطرقات يبحث عن الذين يهجرون مضاجعهم يبحثون عن أملٍ يعانق قلوبهم وأرواحهم حيث يقف الطريق بأحرفي الخجلى لأكتب تواضعاً أرغبه ولا أرغبه.
كنت في ورشة عملٍ ذات وقتٍ حيث المحاضر أسمعه الآن يحكي لنا قصة مفادها: كان أحد العاملين في شركةٍ ما يمارس وظيفته في إصلاح عطلٍ ما، فسُأل: ماذا تعمل؟ فأجاب: نحن شركة تهتم بكذا وكذا وهدفنا كذا وكذا، نلاحظ أنه لم يقل أنا أمارس إصلاح هذا العطل، لماذا يا ترى؟ لأنه يتحدث ضمن رؤيا وليس ضمن عملٍ وقتي، وهذا للأسف ما ينقص بعض مؤسساتنا الخيرية التي نكن لها كل التقدير والاحترام حيث أنها تفتقد للرؤية المؤسساتية الجلية، فتجد كل فردٍ يمارس عمله بكيفه وكيف ما تهواه نفسه ورغباته، يحابي هذا ويجافي ذاك، عقله رؤاه واستراتيجيته.
هنا، أيصدق القول بأننا نمارس الواسطة من نوعٍ آخر شبيهة بوجبة بخاري تأتيك في يقظةٍ من الجوع عبر ابتسامة أنثى تتغنى ببطولاتنا لنرى أنفسنا نغني «جونكر جونكر البطل المغوار».
في بعض مؤسساتنا الخيرية ترفع وجعك فلا ترى لغة طيبة ولا موقفاً طيب، وجعك مهمل أو بالأحرى يأخذ غفوة طويلة في سلة المهملات.
إن بعض مؤسساتنا الخيرية للأسف برستيج لا يفقه أبجديات البرستيج، نعاس يحتقره النعاس ذاته ويفقده معناه الحقيقي.
يا قارئ كلماتي سأهديك «نكتة» فامنحني ناظريك وأذنيك، تبلغهم أنا ظروفي صعبة، هل يمكنكم مساعدتي ولو بشيء يسير، يأتيك الجواب الأرعن هكذا «عاجبنك مو عاجبنك الباب يوسع جمل لا أقصد فيل».
نحن هنا لا نتهجم على الأخوة القائمين على اللجان الاجتماعية والخيرية بقدر ما نسلط الضوء على الخلل بلغة نرجو من خلالها تصحيح مسار يلح بتوجيه النقد.
إن عصرنا الحديث هو عصر التميز والاحتراف، فليس المهم وجود الكم بقدر ما يكون الأهم وجود الكيف.
إن المشكلة التي نعاني منها حقيقة هي في استيعاب الآخر بروحه وقلبه وعاطفته وفكره وثقافته وتحويل الاستغلال إلى استثمار وما أجمل أن يقوم إخوتنا في العمل الاجتماعي باستثمار الطاقات الإبداعية لدى المبدعين والمبدعات وتطويرها لتصب خيرها وإبداعها على المجتمع.
همسة: ”يا بعض مؤسساتنا الخيرية لطفاً لا أمراً ممكن تتحلون بقليل من الإنسانية لنذكركم بخير «إبليز إبليز»، أعتذر فأنا لا أتقن اللغة الإنجليزية باحتراف“.