الميلاد: نمط الحياة في مجتمعنا لا يساعد على بناء شخصية فكرية
قال الكاتب والمفكر الاسلامي الشيخ زكي الميلاد ان نمط الإنسان اليومي في مجتمعنا لا يساعد في البناء الفكري. فالكثير من الناس يضيعون اوقاتهم على أشياء لا توجد فيها قيمة نافعة للفكر.
وخلال الجلسة الشبابية الشهرية ”استكانة شاي“ التي نظمتها لجنة عطاء التطوعية قال الميلاد ان عملية البناء الفكري في مجتمعاتنا تتركز بصورة أساسية على الفرد وجهده الذاتي نحو نمو بناء فكره الشخصي.
مضيفا خلال الجلسة التي عقدة في مركز افاق بسيهات ان المؤسسات الاجتماعية بمختلف مجالاتها لم تستطع الوصول إلى المستوى المطلوب في البناء الفكري الناضج للفرد.
وبين الميلاد ان البناء الفكري له ملامح ثلاثة، اولا: البناء البطيء والتي تعتبر القراءة من أغنى المصادر في بناء الفكر ولكن لا يتحسس به الفرد عندما يبدأ وهذا ما يدفعه للتوقف بعد فترة قصيرة من البناء الفكري.
وثانيا البناء التراكمي والتي تعتبر هذه المرحلة التي لا يجب أن تتوقف، فهي تصاعدية فالتعليم يبدأ وينتهي في مرحلة معينة من الحياة ولكن التعلم يبدأ ولا ينتهي.
مضيفا ان الملمح الثالث في البناء الفكري هو البناء طويل المدى وهو لا يُبنى في يوم وليلة، فكما هو بطيء وتراكمي فنتائجه تظهر بعد فترة طويلة من الجهد الفردي.
واشار الباحث الميلاد الى ان هناك عوائق اجتماعية تساهم في تعطيل عملية البناء الفكري للشخص منها النمط اليومي الذي لا يساعد في البناء الفكري، كتضييع الوقت على أشياء لا توجد فيها قيمة نافعة للفكر، والانشغال ببعضنا البعض في أمور غير مفيدة، مشيرا الى ان البناء الفكري ليس حاضراً في الحياة اليومية عند الناس في جلساتهم مع بعضهم.
وتخلل الجلسة التي أدارها الكاتب معتوق الحرز عدة مداخلات، حيث شدد الباحث محمد الهويدي على أهمية الدراسات الأكاديمية في البناء الفكري، وان البديل لذلك هو الميل إلى العاطفة. وتسائل الكاتب حسين ال غزوي عن هذا التدفق الهائل من المعلومات العشوائية اليوم هل يساعد في البناء الفكري؟.
اما الدكتور علي الحمد فاشار الى أن المدرسة والجامعة لا تساهم في عملية البناء الفكري إذ أن المدرسة كانت مكان للنخب والآن إلى الجميع، وتطرق أيضاً إلى سطوة المجتمع التي ترفض أن يتحرر الشخص من المسارات الموجودة في المجتمع ويبني مساره الشخصي.
وتسائل أحمد درويش عن هل ”التكرار“ يؤدي إلى فهم اوسع؟. اما علي الرضي فسئل هل القراءة هي العلم؟
اما الكاتب السيد إبراهيم الزاكي فأوضح إلى أنه من الممكن اطلاق جملة الثقيف الذاتي بدلاً من البناء الفكري وإن من ملامحها تتكون من الثقة بالذات، المطالعة والقراءة في جميع المجالات، بالاضفة للكتابة والنقاش حول الأفكار التي نقرأها.