«ناشط اجتماعي» لقب لا يشرف آل تريك بل آل تريك من يشرفه
غادر عن دنيانا ذات لحظةٍ معجونةٍ بالحزن والأسى الوجيه والناشط الاجتماعي معتوق آل تريك الذي جعل من هموم المجتمع واحتياجاته أهمية كبرى في حياته، لم يكن جالساً زوايا بيته منغلقاً حيث الانغلاق ديدننا الذي نعيشه بكيفيةٍ لها اتجاهاتها ومستوياتها، فتح مجلسه للصغير والكبير، احتضن ريعان الشباب متحدثاً ومعانقاً ومتواصلاً، إن غاب يوم عنه أحدهم، سأل عنه، إنه يعيش الأبوة مع الجميع، يراهم كأولاده كيف لا؟!، وهو الذي صير علاقته مع مجتمعه كعلاقة الأب مع أسرته..
تمر على عيناي بعض مقالاته ورسائله في الصحف، أقرأ من خلاله الحس الاجتماعي المسؤول، أغبطه، فيشرق الضوء من عينيه لتبصر عيناي...
إن كل راحلٍ عن دنياه ودنيانا يترك إرثاً لأولاده، هنا آل تريك ترك لنا إرثاً من الأفكار والإحساس والتفاني، حري بنا أن نحذو حذوه، ونأخذ من تطلعاته الكثير ما يجعل القديح ترتقي اجتماعياً وتنموياً.
إن القديح فقدته بألمٍ، والموت لا مفر منه، هي سنة الحياة ولنا في القديح خلف صالح نتطلع إليه بعين الأمل في إكمال مسيرته، واتباع نهجه، نحن كمجتمعٍ نحتاج إلى حضنهم لنرخي رؤوسنا المتعبة، نحتاج إلى دفء إحساسهم بنا كمجتمعٍ لنبث آمالنا وأحزاننا، نحتاج إلى تفاعلهم مع أنة فقرٍ، نحتاج إلى وجودهم في التواصل مع الآخر ونقل احتياجات القديح، نحتاج إلى أن يكونوا ملاذاً لنا كما كان آل تريك.
يخطأ البعض حين يضع آل تريك في زاوية متحفه فقط، أو أنه ساقي السماور، آل تريك منهج يتبع، آل تريك متحفه فكر ومعنى من خلاله يمنحنا لغة كالماء بأن الإنسان بفطرته يرجع لبيئته وأن الماضي هو شعلة المستقبل والطريق باتجاه بوصلة النور.
إنه ناشط اجتماعي بحقٍ أصيلٍ كخيلٍ عربيةٍ أصيلة، لم يكن متطفلاً على هذا اللقب «ناشط اجتماعي» في الآنية التي جعلت من الكثيرين التباهي به «ناشط اجتماعي» لا يشرف آل تريك وإنما آل تريك هو من يشرفه.