المشاهدة والنيابة الخاصة عن الامام المهدي عجل الله فرجه.
فائدة /
عقد _ العلامة السيد محسن الأمين نوّر الله مضجعه في كتابه القيّم الثمين أعيان الشيعة ج2 ص71 _ بابا فيمن رأى الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف في الغيبة الصغرى، وذكر هناك من تشرفوا بلقائه ورؤيته، ثم علّق بهذا التعليق:
«وهؤلاء الذين ذكرناهم كلهم ممن رآه في الغيبة الصغرى وقد جاءت
أحاديث دالة على عدم إمكان الرؤية في الغيبة الكبرى وحكيت رؤيته ع
عن كثيرين في الغيبة الكبرى ويمكن الجمع بحمل نفي الرؤية على رؤية من
يدعي المشاهدة مع النيابة وايصال الاخبار من جانبه على مثال السفراء أو بغير
ذلك» انتهى كلامه زيد في علو مقامه.
أقول: أولا: إن أقوى دليل لاثبات الشي هو وقوعه، فما يقال من عدم ولادة الامام الصاحب عجل الله تعالى فرجه الشريف من أكثر الفرق غير الامامية فهو باطل؛ لشهادة هؤلاء الجمهرة ممن تشرفوا برؤيته، وقد ذكر العلامة السيد محسن الامين قبل هذا الباب بابا فيمن قال بوجود الامام المهدي من علماء السنة ايضا.
ثانياً: تعليقه المذكور في ذيل كلامه قدس سره، على الجمع بين هذا الدليل والتعارض البدوي الذي يمكن ان ادعاءه من قبل بعض المشككين في الروايات التي تنفي المشاهدة له روحي لتراب مقدمه الفداء، واضحة السليقة السليمة، مع وجود القرائن التي تثبت هذا المعنى؛ ولذا ينبغي عدم الاصغاء لمن يسخر على من يدعي المشاهدة في عصر الغيبة الكبرى، خصوصا فيما لو صدرت المشاهدة من علماء أتقياء أولياء لله تعالى، الذين في الغالب لا يتفوهون بذلك إلا للخواص بعد اخذ العهد منهم على عدم ذكره الا بعد وفاتهم مثلا.
ثالثاً: على هذا من يدعي النيابة الخاصة عنه في الغيبة الكبرى فكذبوه، طبقاً للروايات الشريفة الواردة، وليس معناها عدم المشاهدة مع عدم الدعوى للنيابة الخاصة عنه عجل الله فرجه الشريف.
رابعاً: من يسخر على النقولات الكثيرة من العلماء التي تورث الاطمئنان بمشاهدة الامام عجل الله فرجه، فإنما يرجع كلامه وسخريته لتكذيب هؤلاء العلماء الصلحاء الذين منهم العلامة الورع التقي المجلسي في بحاره حيث عقد باباً فيمن تشرف بلقاء الامام .
خامساً: لو تنزلنا وقلنا بظاهر الاخبار التي تنفي المشاهدة بمعناها الحرفي الذي يدعيه البعض الشاذّ، فلا نسلّم بمعارضتها لكل النقولات التي تورث الاطمئنان كما قلنا، مع قرينة أن الخبر الواحد يورث الظنّ فلا معارضة بينه وبين ما يورث الاطمئنان، كما الحق في المسألة وما عليه جمهور العلماء.