العالم
ما يترنح ويجول على الساحة من التخبط العاجز والشنيع ، يستدعي بين وقت وآخر ، من شعوب العالم وخاصة العربية والإسلامية منها ، ممن هم يتمتعون بالحيوية والأعتدال والمتميزين بعقلانية التفكير السليم ومصداقية الطرح والأتزان الحيادي والمشروع ، مزيدآ من الجدية والعمل القويم ، وأذا أردنا تسليط الضوء في هذه المرحلة الزمنية بالذات للحالة الراهنة ، فالجميع ومن دون إستثاء ومن بعد ما هم عليه من تذمر وإستياء وغضب ، شعبي ومجتمعي كبيرين ، فهم في حالة من الإستنفار الكبير و المصاحب لليقضة والتأهب العفوي مع الترقب الهادىء والحذر .
فملامح ما يسمى بالتغيير أو الأصلاح ، على الصعيدين الدوليين المهميين ، السياسي والأقتصادي ، وأن بدت الرؤية لبعض القلة من المحللين بالأمر السهل والمضمون ، الأ أنه يكاد على عكس ذلك ، أن لم يكن بمعدوم المستقبل والنتائج الغير المرضية والغير المقنعة سلفآ ، لدى العديد من الناس .
وحيث عدم القدرة على التماسك والترابط الحازم لتلك القرارات وما يصاحبها من الفشل الذريع لطاولات الحوار المتعددة ، المرئية منها والمخفية ، وفي محاولة يائسة لتجاوز تلك الصعوبات والمحن الجسام وقلة الحيلة والتدبير ، والناتجة لسوء النية أولآ ثم التخطيط الغير واضح للمفهوم العام والمعالم المجهولة لأساسيات وتداعيات القضايا والأحداث ، و لتحقيق ولو الحد الأدنى من الحلم بما يطلق عليه الأمل الكبير والذي طال إنتظاره لدى شعوب العالم المسالمة والحرة ، في أستتاب الأمن والتضامن العربي والأسلامي وكذا الدولي وعلى جميع الجوانب و الأصعدة أن صح التعبير .
أن معظم ما هو متوفر من المعلومات لدى المهتمين ، هو ما يرسم على الخارطة والذي هو في الواقع ، خلاف ما هو مطروح على شتى المسارات ومختلف الطرق و الأتجاهات ، وأن ما تلتقطه الشاشات والأعين الرقابية والرادارات المبكرة والمتطورة منها والمزودة بأحدث التكنلوجيا والعولمة المدنية والعسكرية المتنوعة ، لتعطي غالبآ مؤشرات بالغة الأهمية والخطورة والتي منها ، أن العديد من الدول سوف تجد نفسها ومن دون أرادتها ، خارجة من خارطة التزوير ( الطريق ) المزعومة ومما سوف يترتب عليها حينذاك أن تفقد ماء الوجه وتدفع تكاليف باهضة الثمن وسوف يترتب عليها مصارعة الواقع المر والثقيل ، من أجل فقط الحفاظ على الحد الأدنى أو ألاقل مما كانت عليه في السابق ، من النظام الغدائي والمعيشي للفرد والأسرة وهذا فقط على سبيل المثال وليس الحصر والكثير من الشئون الحياتية المتعلقة بالأنسان والحياة بوجه عام ، وترجع كل تلك الآهات والمصائب ، بسبب ما آلت اليه الظروف الصعبة والتي أفرزتها الأحداث السياسية والأجتماعية الملتهبة عبر هذه السنوات المرة ، من الفرقة والأقتتال والدمار مع الأستنزاف الصارخ لكل القوى والعوامل الجسدية والمادية وحتى العقلية والنفسية وبعد الأستفراد البغيض للقرارات دون رآي الشعوب .
ليس أمام الجميع وهذا المتفق عليه لدى عامة الناس وعلى أقل التقدير ، سوا أحدى الخيارين ، أما الصمود ، وبعد أن تبنى وتشيد الثوابت الأساسية وبأسرع الوقت المتاح والممكن ، وبكل العزيمة والإصرار لمقومات الصمود والتحدي ومن التضامن وتوحيد الكلمة لما هو نافع ومفيد والتي طالما ناشد وأعاد تكرار الدعوة لها ولبنودها المشخصة ، المرة تلو المرة كل الغيارى من الأخوة والأخوات من العلماء وولاة الأمر والمفكرين وأصحاب الذمم الصالحة ، والتي لا يسع المجال بأي حال من الأحوال بسردها أو حتى تلخيصها والذي يكتفى أن يشار ، بأنها مبنية على حسن النية وخير التفائل والنصيحة الراشدة وكل ما تحث عليه تعاليم ديننا الأسلامي الحنيف وعقائدنا السمحة ومن التوافق والتعاضد ونبذ كل ما هو مسيء وفتاك وإستئصال بؤر الفساد وقنوات الجماعات الإرهابية والتكفيرية المتوارثة أبآ عن جد .
عدا ذلك وهذا ما لا نتمناه ولا نرضاه ، سوف يتطلب الأمر عاجلآ أم أجلآ ، أن يتأهب الجميع الى ما هو أسوأ من الأسقاطات والفشل الذريع ، والتراجع حينها الى الوراء ولا حول ولا قوة ، حتى يكاد أن يتداركنا الوقت ويأخدنا التيار الى الدرك الأسفل من الأنحطاط ومزيدآ من التشرذم والأنقسام المقيت والمظلم ، والتبعية البغيظة والمطلقة لجهات شيطانية لا تريد لنا ولهذه الأمة غير الهلاك والتي سوف تؤدي بنا في نهاية الطريق الى الموت ، وليس كأي موت ، أنما هو الموت الأحمر الغليظ والمفجع ، والعياذ بالله .