منتدى حوار الحضارات يحتفي بالخرج حسين العباس
احتفى منتدى حوار الحضارات بالمخرج والمؤلف المتألق في سماء القطيف الأستاذ / حسين العباس في مساء الجمعة الموافق 10 / 2 / 1435 هــ بمنزل الأستاذ الإعلامي فؤاد نصر الله حيث تواجدت جماعة أضواء الفنية المسرحية ، وجماعة العوامية المسرحية ، ومثقفين من كلا الجنسين .
- وعرف بنفسه :
حسين العباس من مواليد 1403 هــ ، متواضعٌ ، ومتعصبٌ جداً في أعمالي وذلك من باب الحرص ، إضافة لكون العمل الإخراجي أكثر صعوبةٍ من بقية الأدوات الصانعة للعمل السينمائي كالكتابة مثلاً .
- وعن طموح الشباب في العمل السينمائي ، ورأيه في الأفلام ، أهي احترافيةٌ ، أم هوايات .
نحن لم نصل إلى مرحلة الاحتراف ، فعدم وجود مؤسساتٍ تدعم تطلعاتنا السينمائية يعيق ، ويصعب احترافنا ، إن الأعمال السينمائية في القطيف هواياتٌ أكثر منها احتراف .
- وعن الجهة الداعمة التي ينبغي أن تكون في خارطة الطريق .
مركز الخدمة الاجتماعية في القطيف به ( مسرح ) ولكن ليس مفعلاً التفعيل الصحيح ، وأما الآن فإن المسرح مغلق ، مغلق ، مغلق ولا توجد الأسباب القوية التي تستدعي إغلاقه ونحن نعلم بأن الأسباب هي تصرفاتٍ ، واجتهاداتٍ شخصيةٍ ، فرديةٍ ، يمارسها البعض وهذا ليس من حقهم - وللأسف لجنة التنمية لا تمتلك النقاش ، والحل ، وسعة الصدر في تقبل الآخر - ، وحينما ابتدأت جماعة الأفلام لم نجد تجاوباً إلا من شخصٍ ، أو شخصين وهذا يدل على ضعفٍ بالإضافة إلى أسبابٍ أخرى ، إضافة إلى أن وزارة الإعلام من المفترض أن يكون لها دوراً فاعلاً في ذلك – هناك أفلامٌ كثيرةٌ رائعةٌ تشير إلى الحب ، والشغف بها ، لهذا نرجو من وزير الثقافة الاهتمام بــ ( السينما ) .
- وعن ( السينما ) أهي تمثل تجسيداً للواقع ، أم لها امتداداتٌ أخرى في رؤياه .
من وجهة نظري التي أمضي على إثرها ، نعم ، ( السينما ) هي الواقع ، لأن الأفلام أساساً نأخذها من الواقع وعلى سبيل المثال ما قامت به مجموعة نمو في ( بيوت الصفيح ) هذا واقعٌ ، إذا أنجز عملٌ ما عن بيوت الصفيح سينمائياً ، أليس هو واقع .
- وعن كون بعض الفنون تتسم بالفردية كالرواية ، والرسم ، والنحت .. ، ( أين السينما ) من عنصري الفردية ، والجمع .
( السينما ) عملٌ جماعيٌ يتكاتف الجميع في إخراجه بالصورة الأجمل ولا تقل أهمية أي عنصرٍ ما عن الآخر .
- وعن الممثل .
لابد أن يمتلك الممثل الحب ، والإحساس للدور الذي يقدمه ، والفكرة التي يعبر عنها ، إن وجد الحب ، والإحساس ، فإنه سيبدع بلا شك ، وهنا أبدي إعجابي ، وتقديري للفنان السيد محمد الماجد الذي يجسد الحب ، والإحساس ، والفكرة في أداء الفعل الدرامي .
- وعن وجود طموحٍ لدى الشباب في العمل السينمائي .
نعم ، الشباب القطيفي يمتلك الطموح الكبير في هذا الفن وهو يتطلع عبر حاجته الملحة إلى وجود دارٍ للسينما تنتشله من هذا الضياع وهذا التشتت أسوةٌ بجيرانهم في الدول الأخرى كالبحرين ، والكويت ، والإمارات .. ، نحن نتمنى لو يكون لدينا شبه سينما على أقل تقدير .
- وعن الدعم المعنوي ، والمادي .
بالنسبة للدعم المعنوي ، فهذا ليس بخفيةٍ إيجابياته في كل عمل ، وأنا هنا أقف لأشيد بموقف الأستاذ علي الناصر الذي منحني الدعم المعنوي ولازال يمنحني إياه حيث أن المجتمع يحتاج هكذا دعمٍ ليتطور في كل اتجاهاته الإبداعية ، شكراً أستاذ علي الناصر ، أما الدعم المادي ، فإنه لا يقل أهمية عن الدعم المعنوي ، ونرجو أن يحظى المبدعون في القطيف باهتمام رجال الأعمال ، والمؤسسات في احتضانهم، واحتضان أعمالهم .
- وعن لجوء الشباب الفنانين إلى قناة اليوتيوب لنشر أعمالهم .
نعم ، هي حقيقةٌ ففي ظل غياب دار السينما في مجتمعنا ، والمجتمعات الأخرى فقد انحني الفنانون باتجاه قناة اليوتيوب لنشر أعمالهم وقد ساهمت بشكلٍ كبيرٍ فيانتشارها وهذا ينطبق على جميع قنوات التواصل الاجتماعي .
- وجوابه على سؤالٍ من قبل أحد الحضور بوجود جدولةٍ لحل المشكلات التي تواجه المسرح من قبل بعض أفراد المجتمع .
أنشأنا قبل سنين جماعة المسرح في مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف ، ووضعنا دستوراً نطبقه ، أوجدنا مميزاتٍ ، وحوافز للانضمام للمجموعة يحل كثيراً من المشاكل ولكن للأسف ، فإن بعض الأخوة أخذوا بالانتقاد الغير إيجابي ضد القائمين ، والمفترض عليهم أن يناقشوا من أجل الوصول إلى ضفةٍ خضراء تضمنا جميعاً ، وتساهم في التطوير ، والآن مجموعة المسرح لا يوجد لها ظلٌ ولا ضوء ، أين من كانوا يمارسون الانتقاد ، أين هم الآن ؟ ! .
- وجوابه على سؤالٍ آخرٍ عن كيفية الوصول بالعمل السينمائي والمسرحي إلى الاحتراف تجديداً ، وتصحيحاً للمسار .
أولاً : ينقصنا الكتاب ، فإن الكتابة التي نسعى للحصول عليها من الكتاب شحيحةٌ ، والبعض عندما تذهب إليه طالبين منه نصاً يعتذر ، أو بالأحرى لا يمنحك اهتماماً ، وعندما تعتمد على إمكانياتك المتاحة ، وتنسج نصاً ما ، يأتي إليك معلقاً ، وناقداً بعنفٍ ، وكبرياءٍ مقيت ، ليقول : هذا النص فكرته ضعيفةٌ ، أسلوبه هشٌ ، ترابط الفكرة عشوائي ... .
ثانياً : إزالة الاحتقان في الوسط الفني بجميع الفنون ، إن إزالتها سوف يعطينا إنتاجاً نوعياً كبيراً في المنطقة بشكلٍ عام ، إزالة الشوائب سيولد أعمالاً في القطيف قوية أقوى من ذي قبل – كلنا يحتاج إلى محاسبة النفس ، وتنقيتها من كل شائبة - .
- وجوابه على سؤال الفنان الفوتوغرافي السيد أيمن أبو الرحي في هل استعنتم بالكتاب الذين قد يصدق أن نقول عنهم الكتاب المغمورين .
إن الكتاب محصورون ، للأسف بعض الكتاب يدفنون أنفسهم ، فأنا حقيقة لا أعلم عنهم شيئاً .
وجوابه على سؤال الكاتبة الأستاذة سلمى المحسن في أن المجتمع يعاني من ثقافةٍ مفادها : إن المجتمع ذكوري ، ويُقصي المرأة عن المشهد الثقافي ، معلقة – وراء كل رجلٍ عظيم امرأة ، ووراء كل تحطيمٍ رجل - .
نعم ، أنا أتفق معك وقد يكون مرجعه للعرف الذي يمنع المرأة من المساحة الإبداعية في عملها الاجتماعي الثقافي مع كونها ملتزمةٌ بالحجاب الإسلامي .
- وجوابه في هل يغلب الجانب العقلي على العاطفي في أعماله ، أو العكس .
أنا متوازنٌ جداً في أعمالي فلا أُغلب الجانب العقلي على العاطفي وإنما أسعى للمزج بينهما كحالةٍ تكاملية .
- وجوابه في وجود معاييرٍ معينةٍ في العمل السينمائي ..
نعم ، توجد معايير معينة في السينما من كامرةٍ ، وطريقة العرض .. ، وهذا كما أسلفنا يتطلب وجود دارٍ للسينما والتي منطقياً تستدعي وجود معاهدٍ متخصصةٍ في ( السينما ) كما هو موجودٌ مثلاً في دولة الإمارات حيث يوجد معهدٍ متخصصٍ يدربك على كيفية صناعة الأفلام السينمائية .
- وجوابه على سؤال علي الجاسم في إمكانية حضور اللهجة القطيفية في الأعمال السينمائية .
أنا لا أؤيد تواجد اللغة القطيفية في الأعمال السينمائية ، لأن أعمالنا ستخرج إلى خارج أسوار القطيف ، ليتناولها الإنسان في المجتمعات الأخرى ، أنا أؤيد أن تكون أعمالنا السينمائية باللهجة الخليجية .
- وجوابه على سؤال المحاور المخرج محسن الحمادي بوجود أفلامٍ عشوائيةٍ في القطيف لا تنتمي للجانب الإبداعي ، الاحترافي ، أم لا .
فلمٌ سينمائيٌ احترافيٌ لم يولد بعد وذلك ليس لعدم قدرةِ ولكن لأنه يحتاج إلى خبرةٍ طويلةٍ في هذا المجال ، مع العلم بأن هناك أعمالٌ رائعةٌ قويةٌ في القطيف يشار لها بالبنان وعلى سبيل المثال لا الحصر فلم وجع الصمت من تأليف الأستاذ حسين السنونة ، وسيناريو الأستاذ الناقد المسرحي عباس الحايك ، وإخراج المتألق الأستاذ محسن الحمادي .
في نهاية الندوة وجه المخرج الأستاذ حسن العباس كلمة إلى الأستاذ علي الناصر ومجموعة نمو ، قائلاً :
أشكر مجموعة نمو ومنسوبيها فرداً فرداً ، ويشرفني ، ويسعدني أن أكون أحد أعضاء هذه المجموعة ، مجموعة نمو بالقطيف ، بعد ذلك توجه الإعلامي الأستاذ فؤاد نصر الله بكلمة شكر فيها الحاضرون ، وأثنى على الضيف الأستاذ حسين العباس ، والأستاذ المحاور المخرج محسن الحمادي مشيداً بأسلوبه الرائع في إدارة الحوار ، ومشاركة الحضور فعلياً فيه ، وقام الإعلامي الأستاذ فؤاد نصر الله ، والدكتور شادي أبو السعود بتكريم المخرج حسين العباس ، والمحاور المخرج محسن الحمادي .
خلال الندوة تم عرض مشاهدٍ من فلم الخطيئة تأليف وإخراج الأستاذ حسين العباس ، وفلم الكأس والذي مدته 37 ثانيةٍ حيث نال إعجاب الحاضرين مما جعلهم يصفقون بحرارةٍ ممزوجةٍ بلطف الدعاء له بالتوفيق في حياته الفنية .