أمير السلام
هَزَزْتُ جِذْعَ بَقِيعِ الغَرْقَدِ
فَتَسَاقَطَتْ أَوْجَاعُهُ الصُّفْرُ
وَهُنَاكَ..
أَسْرَابُ المَلاَئِكِ وَالنَّدَى
تُصَلِّي فِي غَلَسِ الدُّجَى
َتَتَطَّهَرُ
وَحَمَائِمُ النُّورِ تَرْوِي مِنْ عَبِيرِ السِّبْط
آيَاتِ عِشْقٍ بِلاَ نَايًّ وَلاَ وَتَرُ
قِفْ هَا هُنَا
وَاسْمَعْ لِشَدْوِ حَمَامَتِي:
(خَطَّ الإِلَهُ عَلَى لَوْحِ السَّمَاءِ
أَنْجُمَاً قُدْسِيَّةً
وَزُيِّنَتْ بِزِينَةِ الكَوَاكِبْ
فَاسْتَبَاحَ الغُوْلُ طُهْرَ نَسِيمَهَا
فَأَتْبَعَهَا شِهَابٌ ثَاقِبْ)***
أَيَا أَمِيرَ السَّلاَمِ..
هُمُ رَحَلُوا..
كَمَا هَوَتِ الجِبَالُ
وَدَكَّهَا الجَّبَارُ دَكَّا
هُمُ رَحَلُوا..
وَقَدْ ظَنُّوا بِأَنَّ نَسِيجَ حِبَالِهِمْ أَقَوَى
وَأَنَّ المِعْوَلَ الغَّدَارَ لَنْ يَشْكُو
مِنَ الإِثْمِ.. مِنَ الغَدْرِ
هُمُ رَحَلُوا..ز
وَلاَ زَالَتْ حَكَايَا السُمِّ
فِي كَأْسُ خَمْرَتِهِمْ تَفُورْ..
هُمُ رَحَلُوا.. وَذِكْرَاكَ الخُلُودْ
وَأَنْتَ شَمْسُ حَقِيقَةٍ
تَبَارَكَ حُسْنُكَ سَيِّدِي..
فَسَنَا جَلاَلِكَ مِنْ سَنَا المَعْبُودْ***
أَيَا أَمِيرَ السَّلاَمِ..
تَوَضَّأَ عِشْقِي لِلُقْيَاكَ..
أُنَاغِي أَعْتَابَ رَوْضِكَ القُدْسِيِّ..
وَأَطْرَبُ حِيْنَ يَلْثُمُنِي الحَمام..
وأَعْزِفُ وَحْدِي الأَلْحَانَ
فِي حَانَةِ العِشْقِ
فَتَذُوبُ أَنْفَاسِي بِصَمْتٍ
وَتَعْثَرْ..
فَأَنْتَ بَحَرٌ الجُودِ وَالإِحْسَانِ
وَأنَا التِي طِينِي هَوَاكَ..
وَعَقِيدَتِي إِيْمَانْ***
أَيَا أَمِيرَ السَّلاَمِ..
عَلَى أَوْتَارِ صَوْمَعَتِي..
قَدْ حَارَتِ الأَفْكَارْ
فَالأَرْضُ بَعْدَكَ سَوْدَاءٌ وَقَاحِلَةٌ
وَكَأَنْمَا قَدْ هَدَّهَا إِعْصَارْ
وَأَتَتِ العَوَاصِفُ أُكْلَهَا
فَتَبَدَّد الأَمَلُ
وَحَارَتِ الأَشْعَارْ
فَتَعْويذَةُ الصُلْحِ التِي أَنْشَدْتَهَا
حُرِقَتْ بِنَارِ ثَمُودٍ
بِئْسَاً لِتِلْكَ النَّار..***
أَيَا أَمِيرَ السَّلاَمِ..
أَتَيْتُ يَحْمِلُنِي سِفْرُ أَوْجَاعٍ
إِلَى شَطَّيْكَ.. مَقْصَدَ كُلَّ رَاجٍ
وَمَأَوَى كُلَّ دَاعْ
فهَذِي دِمَشْقُ..
عُيُونُهَا انْبَجَسَتْ دِمَاءْ..
وَأَنْغَامُهَا طَحْنُ العِظَامِ
وَدَمْعُهَا دُرُّ السَّمَاءْ
وَبَرَاعِمُ زَهْرِهَا وَاسَتْ (رُقَيَّةَ)
فَالرُزْءُ صَارَ لَهَمْ رِدَاءْ
مَاذَا أَقُولُ؟!
وَأَحْرُفِي خَرْسَاءَ أَسْكَتَهَا البَلاَءْ
وَالظَّالِمُونَ سِيَاطُهُمْ تُؤْذِي العَقِيلَةَ زَيْنَبٌ
وَعَلَى النُّحُورِ تَرَاقَصْتْ أَسْيَافُهُمْ
ثَمَلاً..
فَلاَ دَامَ النَّعِيمُ ولاَ دَامَ الرَّخَاء
مَاذَا أَقُولُ؟!
وَأَحْرُفِي خَرْسَاءَ أَسْكَتَهَا البَلاَءْ
وَعَرِيْنُ بِنْتِ المُرْتَضَى
لِنَبْلِ القَومِ قد صَارَ الفَضَاءْ
مَاذَا أَقُولُ؟!
وَقَلْبِي يَشْتَكِي بُعْدَاً
فَمَتَى أَرْمُقُ القُبَّةَ النَوْرَاءْ؟!
وَمَتَى يَكُونُ لِيَّ اللِّقَاءْ؟