أنا منفتحٌ جداً
أنا منفتحٌ جداً
وتسمع هذه الجملة كثيراً ، وهي : أنا منفتحٌ جداً .
يا ترى ، ماذا يعني أن تكون منفتحاً جداً ؟.
إن الانفتاح في مفهومه العقلي ينتمي لدائرة استيعاب الآخر ، واحتضانه رغم الاختلاف الطبيعي الذي يكتنف الحياة بكل معطياتها حيث لا يعني انفتاحك بأن تكون منفتحاً مع من يتفق معك فقط ، افتح ذراعيك للكل لمن يتفق معك ومن يختلف معك ، سُأل أحد الفلاسفة ذات يوم : من هو الحكيم ؟. ، فقال : الحكيم هو من جمع عقول الناس في عقله .
نعم ، هكذا الانفتاح .
إنه لما يبعث على التقيؤ دون رغبةٍ أن تجد رواد الانفتاح ومن أزعجوا القراء بدعواهم هذه يقبعون في اللا انفتاح ، يهرولون ناحية من يتوافق مع آرائهم سواء كانت صائبةً ، أم خاطئةً ، إن الانفتاح يلامس الصدق حينما تعايشه فعلياً ، فتكون مصداقاً لهذه المفردات ، وهي : أنا منفتحٌ جداً ، لهذا أحب جميع الناس ، استوعب جميع وجهات النظر ، أتقبل النقد ، أقرأ ما يكتب بعينٍ نقديةٍ سمحةٍ ، أفتح نافذة قلبي ، وروحي باتساع الكون للآخر .
همسة : إن الحياة بكل آلامها ، وآهاتها وقودٌ لأن تكون منفتحاً جداً لا أن تكون أحادياً .