انتصار
الانتصار لرسول الإنسانية والرحمة العظمى للعالمين صلى الله عليه وآله وسلم واجب ديني وإنساني.
ولاشك أن المظاهرات العارمة التي خرجت في كل أصقاع العالم تمثل تعبيراً حضاريا صارخا على استنكار ما تعرض له مقام سيد الرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من إساءة، والتي تمثل حلقة من مسلسل إساءات مخططة ومتتالية للإسلام ونبيه.
غير أن تفريغ شحنة الغضب والاستنكار عبر التظاهرات، وتنظيم الملتقيات والندوات، والأمسيات، ونشر بيانات الاستنكار والمقالات والقصائد كل ذلك رائع وجميل، ولكنه لا يكفي، ولا يتناسب وخطورة ذلك الفعل الشنيع.
فما عسانا أن نفعل – نحن الذين علم الله أن فينا ضعفاً – في ظل إمكاناتنا المتاحة؟!
الانتصار لسيد الرسل طه صلى الله عليه وآله يجب أن يأخذ أكثر من مسار وآخر، وعلى كل منا العمل فيما يناسب إمكاناته ومواهبه وقدراته.
ومن هذه المسارات:
- مراجعة التاريخ باحترافية وحيادية، ونقد كل ما لا ينسجم مع عصمة الأنبياء عليهم السلام وكمالياتهم، وبالأخص نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
- البحث في مقام سيد المرسلين من خلال الكتب السماوية عامة، والقرآن المجيد خاصة، وتعميم عرض ذلك بأسلوب جاذب وبأكثر من لغة حية.
- ربط الناس بسيد الخلق عبر مقاطع فلمية قصيرة تبين الروح الإنسانية الراقية والأخلاق العظيمة والكمالات العالية التي يتمتع بها صلى الله عليه وآله.
- رصد أقوال الفلاسفة والعلماء والقادة في النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من الأولين والآخرين، وعرضها عبر الكتب والفضائيات ومختلف وسائل الاتصال، وبأكثر من لغة وعلى أهم وسائل الإعلام.
ومن جهة أخرى:
-رصد كل الإساءات التي تعرض لها نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم منذ بدء دعوته إلى يوم الناس هذا، وبيان الرابط المشترك الذي يجمع هؤلاء المسيئين ودوافعهم وفضح أمرهم.
-مقاطعة من تبنى هذه الإساءات ومن رعاها واحتضنها ونشرها ورضي بها مقاطعة حازمة برفض التعاطي معه وشراء سلعه.
-تكامل أدوار العلماء والأدباء والإعلاميين ورجال الأعمال في ذلك عبر الحوار والتنسيق المشترك.
ولا ننس أن الإقتداء به والعمل بما جاء به، وتمثل سيرته خير انتصار لله ورسوله (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)
أما قادة الدول فـ (ليس على الأعمى حرج) ... والسلام.