عفوآ عدونا ..... لم يعد ..... يخافنا ... !
أن الحالة الهستيرية المزرية للغاية وكذلك الإضطرابات السلوكية والإفرازات الصاخبة والمصاحبة للأمراض والعقد النفسية التي تعانيها شعوبنا وتعيشها مجتمعاتنا بجميع مكوناتها وأطيافها ببقاع هذه الأرض المهدورة الكرامة والقيم ، بعد أن فقدت هيبتها وماكان عليه ماضيها المجيد وتضامنها الأسلامي الوثيق الحافل حينذاك بالإنجازات العالية والفتوحات الشامخة .
فعدم الإستقرار والتوتر والقلق التي تزخر به أحوال هذه الأمة من أدناها لأقصاها وبأشد الصراعات والخلافات والفوضى بين أفرادها وحكوماتها وما تفرزه من علل بين الحين والأخر ومن إنقسامات وأنشقاقات و دمار وجهل وفرقة بتعبئة طائفية ومذهبية مقيتة لامثيل لها على مدى التاريخ .
أن هذا التمزق والتشتت بين جموع هذه الأمة له أثر كبير في النفس وأن هذا التنافر والتباعد بين الأخوة المسلمة وبين بلدانها قد أصاب خصرها كما قلبها بألام وجراحات ونزيف دموي متواصل وأضرار وأنعكاسات أصبحت شبه متوارثة جيلآ بعد جيل .
وأن ما لحق بنا من فشل وعجز ودمار شامل ولمقوماتنا وقدراتنا ، من جراء ما أقترفته أيدينا وما زرعته سفافة تصرفاتنا وبعض الضمائر الضعيفة وجهل
العقول لمن هم بين ظهرينا ، قد قدم لعدونا الغاشم أفضل هدية لا تقدر بثمن وبطبق من ذهب وأختصر لهذا العدو الجاثم على صدورنا من زمن بعيد ،
المسافات والأوقات ووفر له الجهد والأموال في سبيل تحقيق مآربه الهترالية والأستعلائية وأحلامه التوسعية .
لم تعد لدينا كأمة أسلامية أي قوة رادعة توجع ولا أي صوت يعلو و يخيف ولا أي تضامن أو تكاتف يحمينا أو قد يحد من تعسف وغرور وغطرست هذا العدو المغتصب والمحتل لمقدساتنا وأراضينا والفاتك بأرواحنا والهاتك لأعراضنا وقيمنا .
فحال الأمة وللأسف الشديد ، صارهزيلآ والعدوالمتربص بنا أصبح أكثر شرآ وشراسة و لا يبالي أن يضرب أي حساب لنا ولا يخافنا والأقوى من هذا وذاك أصبحنا جسدآ خاويآ ينهش هذا العدو فينا وينخر بأعظامنا متى هواء وأشتهى وكاد أن يصل بنا الحال لا قدر الله أن لا يكون لنا وطن ولا ديار آمنة ولا حياة ولا عيشة هنية فيها من الأستقرار والراحة شيء يذكر ..... !
فهل لنا اليوم بعد الله غير الوحدة والتضامن الأسلامي .... من سبيلا ؟!