في الموقف يكرم المرء أو يهان
تجتاح البيئة المحيطة بكواسر مضر ريحا تعصف بشراسة ديدنها نشر الفوضى الكلامية مستغلة الوضع القاسي الذي يعاني منه الكواسر ، حيث وجود إصابات ، غياب البعض لظروف ، ابتعاد البعض لوجهة نظر أو مطالب .. .
لا ينكر أي متابع أنه يوجد مأزق وهذا أمر طبيعي إذا نظرنا إليه بعين واعية مستمدين ذلك مما حولنا من أحداث كروية ، إذا أين تكمن المشكلة المركزية ؟.
في زيارة قام بها " المحشش " صاحبي الذي ملئت قصصه وحكمه نوافذ الأجهزة الإكترونية لي ، لفت نظري لبعض الأمور مما جعلني أبحر في التفكير ، وكلنا يعرف أن هذا " المحشش " يأتي أحيانا بحكم قد لا يأتي بها العقلاء .
سأكتب ما أدلى به ذات يوم ونحن نرتشف القهوة في إحدى شواطئ قديحنا الحبيبة وتحت مظلة الكواسر الممطرة .
يا صاحبي : لا بد لك من الإيمان بقاعدة حياتية تنقذك إن صعبت عليك الظروف وهي : لكل جواد كبوة ، اعلم أنك مهما تقدمت وأبدعت وأنجزت قد يأتي يوم ترجع فيه إلى الوراء ؛ لأن الإنسان وليد الظروف ، ولكي تحافظ على ما وصلت إليه ينبغي لك أن تفعل عنصر الدراسة وتكون مستعدا لكل موقف لتضع العلاج لكل ما يصادفك من معوقات .
هنا تأملت في كلام صاحبي " المحشش " وطبقته على وضعنا ، فتبادر لذهني سؤال أوجهه لإدارة النادي مفاده : كيف نبدأ الدوري وعندنا خلل في الحراسة ، مع احترامي لحراسنا الأفاضل ، وهذا ليس نقصا فيهم وإنما هو الواقع الواضح للعيان .
واصل صاحبي " المحشش " قوله :
يا صاحبي إن الفتنة هي أقوى أسلوب للقضاء على أي إنجاز ، اجتهد لتكون واعيا ، فطنا بدرجة امتياز حتى تتمكن من الوصول إلى بر الأمان .
هنا توقفت مذهولا لأبحر في وضعنا وما برز في الساحة من أحداث تحتاج إلى التأمل ..
يا ترى ما هي الخفايا وراء قضية اللاعب حسين الخضراوي والحارس هشام غزوي ، إنها قضية أخذت مسافات شاسعة من المد والجزر حتى أصبحت خبزا يقتات عليه البعض ليوجه ضربة قاضية للكواسر تأتي على دفعات ..
إنها سهلة إذا ما وجد الوعي والنية والضمير ، إذا وجد الإحترام يصبح الحل سيد الموقف ، أما إذا كنا من أصحاب الأهواء ، فلن نصل إلى حل وسوف تكون هذه القضية حجر عثرة تقض مضجعنا ، وذلك لوجود من يحب الصيد في الماء العكر .
واصل المحشش قوله : يا صاحبي سأحكي لك قصة ، كان في فلاح ، وكان عنده وزة ، وفي كل يوم يرى تحتها بيضتان من ذهب ، فكر الفلاح سائلا ذاته : ما الذي جعل الوزة تبيض كل يوم بيضتان من ذهب ، وبعد التفكير وصل إلى قرار وهو أن يفتح بطنها ليعرف السبب ، فعلا قام بفتح بطنها فلم يجد شيئا ، ما هي النتيجة ؟ . ، النتيجة أنه خسر الإنتاج " بيضتان من ذهب " ، وخسر عنصر الإستمرار .
حقا ، هذا هو الإنسان العملي ، علينا أن نعي هذه الثقافة ونبعد عن أجوائنا كل ما يمنع حصولنا على النتيجة واستمرارها .
دق الهاتف النقال لدى صاحبي " المحشش " فودعني ، وتركني في حيرتي ، هو كذلك في كل مرة يدلي بدلوه ويجعلني ألوذ إلى نفسي كالتائه ، عموما شكرا لك يا صاحبي
" المحشش " ، فعلا إنك صاحب وفي أروع وأفضل من كثير ممن يسمون بالعقلاء .
أخيرا أقول بكل تواضع : إن تغيير الشكلية يغير من التجربة .
كونوا قلبا واحدا كما عهدناكم ، لا تجعلوا أنصاف العقول يجرونكم إلى حيث لا تحبون ، كونوا فقط كم عهدناكم ، فمعكم ، معكم كل الأوفياء لقديحنا الحبيبة ..