كلمة الحق
عندما ينتاب الضمير الأنساني ( الحر ) المتمسك بدينه وعقيدته ومبدأه شأن جاد ، وحاملآ لهموم آمته ومجتمعه ووطنه وما ساقته الخبرة العلمية والعملية و الحياتية من محن وتجارب ! فمن المؤكد حينها أن تكون حرقتة وعاصرة آلامه تحيي فيه الكلمات والمفردات وقبلها العبرات المستفيضة والجياشة ومتى تمكن هذا الشعور والأحساس بحب ( الأمة والوطن ) وقوي هاجسه بحب نسيجه الأخوي و الأجتماعي بشتى طوائفه وتعدد أنتماءاته ! وعندما تدرك فطرته ، بأن أفراد مجتمعه الذي يتعايش معه ، بدأت قوته وطموحه تضعف ويرى محصلته تتلاشى وتنهار واحدة بعد آخرى وأن حدة الآلم والآحتقان لدى كل فرد تتفاقم وتزداد كل ساعة ويوم !
وعندما تنهال المآسي والمحن وتسد جميع الوسائل و الطرق والأبواب ، ويصبح الكيان الشامخ ، الحر الآبي مغلوبآ على أمره ومند زمن وأمد طويل ، غارقآ بآهاته وجروحه !
عندها يكون الأمر والواجب والمسؤولية الدينية منها والأجتماعية وما تقتضيه العدالة الأنسانية والدستور ، حيث تصبح الحاجة ملحة وملزمة وأمر غير أختياري بالإشارة البينة الواضحة لقول ( كلمة الحق ) وأبداء الرأي والمصارحة الشفافة ، حيث المصيبة كبيرة بدفن القضية برمتها والشروع لطمس الحقائق من شأنه التستر والتزوير المرفوض !
حينها لا يسمح الضمير الواعي المستقيم لدى النفس البشرية العاقلة أن يقف وقفة الضعيف المستكين والمتفرج الرهين ، فتحكيم العقل والثبات بما تمليه الشريعة الأسلامية والأنصاف المنشود بين الجميع من دون تفرقة يكون أمرا محسومآ ! كي لا تترك الأمور هشة تنهشها الذئاب !
نأمل أن تفسر وتوضع المواقف ذات التأثير في إطار عادل ومنصف حتى وأن حصل ( الخطأ أو الأختلاف ) في تشخيص الرأي وطريقة الأداء و أبداء وجهات النظر وأن يحسن الظن أن ما يعتقد ويقال صحيحآ ويصب في المصلحة وأن وجدت الملاحظة فلتكن بالمناصحة والمشورة والكلمة الطيبة الهادفة ... !
كما نرجو أن ينظر للموضوع من الزاوية الإيجابية والواقعية الملموسة من الشفافية والصراحة في التشخيص والتسديد في مختلف القضايا التي تمس شأن المواطن وجعل هذه المطالب المشروعة في قالب المناشدة والسعي وراء الحلول والتسويات المنطقية والمقبولة التي ( بعون الله ) يكون فيها رضآ وطمأنانية للجميع ولمناقشتها ومعالجتها لتلقى بذلك الطرح السليم والتوجيه والإستفادة المرغوبة والأكثر شعبية و ضمانآ وأستقرارآ يؤدي في نهاية المطاف الى الأجماع والتماسك الوطني والتوافق المفيد والنافع .... !
فهل لنا بعد هذه السنين من العناء المؤلم والطويل وما أصابنا من مقت وجفاء وتأخر على مدى التاريخ وما نحن عليه من خيبة وحسرة أن نقف ( جميعآ ) وفي هذه الظروف المؤلمة والحرجة والصعبة جدآ ( صفآ واحدآ ) وبكل ما نملكه من الحكمة والقول السديد ، لنكن ( أمة ) يرضى الله تعالى عنها ورسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونكن نموذجآ نفتخر بين الأمم بأن منهجنا وسيرتنا مدرسة أهل بيت النبوة ( صلوات الله عليهم أجمعين ) .