لماذا لا تمطر على شعوبها ؟!
يفت شاربه، ويرتشف من غليونه العجوز، يُسكب له الفنجان ليشرب القهوة العربية المعتقة على أصولها بطريقة فرنسية كما يجب، عيونه تستعر حقداً كعيني ذئب يهجم على مبتغاه، النار لا تتقد في الموقد كما تتقد في مقلتيه، كيف له أن يحمل راية التوحيد خافقة وهو الرجل الحليق الذي لم يُبقي لحرمة الدين الحنيف شعرة واحدة ؟!
يرنو أن يكون رجل الإسلام الأول متزعماً إمامته المسلمين، وهو الأبعد عن روح الشريعة والحنفية البيضاء التي سار بها إبراهيم الخليل، رجل العصابة والقهر هو، يسفك الدماء بلا قيد وبلا هوادة، ولا يخشى في الظلم عتاب العاتبين !!
حكم السابقون وشيدوا عروشهم على الجماجم، وما الضير أن يُحكم بالسيف والبندقية في هذا العصر، ثم يمد السماط على جثامين الأبرياء، كما فعل ولي أمر المسلمين الحجاج بن يوسف الثقفي من قبل ؟!
حياة الراشدين من بني العباس وبني أمية وغيرهم مليئة بالدماء، ولا ضير أن يقتل المأمون أخاه الأمين لشرف الولاية على رقاب الأمة !!
البراءة فراشة ممزقة في عهود السلاطين وأبناء السلاطين، والحقيقة شمس غائبة في زمن الحالمين بوهج الملك العضوض، الخلافة كيس مجوهرات توارثها الأسلاف كابراً عن كابر، ونحن على ذات النهج سائرون، إنها السلفية التي لا قرآن فوقها ولا سنة، فسيد شباب أهل الجنة في قعر جهنم إذا خرج على عصا الجماعة، وشق كلمة المسلمين، ويزيد أمير المؤمنين – وإن كان فاسقاً – هو محض الصواب، ولو كانت حكومته كسروية أو قيصرية !!
حد السيف جزاء من يخرج على هذا النهج القويم، وإن كان حفيد النبوة ومعدنها، المعركة هنا معركة " كرسي " والدين صولجان في يد الزعيم " الخليفة "، أولم يكن فرعون ليبيا ولي الأمر ؟! فلماذا قتلوه ولم يرفعوا له قميصاً ؟!، لا ندري أين ذهبت السلفية في مدينة سرت حينها ؟!، وفي مدن أخرى تفرك فيها السياسة لحاها وإن كانت كما خلقتني ربي !!
برك النفط يسيل لها اللعاب في كل منطقة يبرق فيها الذهب الأسود، وعيون الطمع حولها تدور، فلماذا تطحن الشعوب كالشعير والأموال تسري في جيوب الرؤساء الأشاوس؟!، يحفزوننا – جزاهم الله خيراً – بالفتات وأنهار الخير تحت أقدامنا تجري، وكلما انتفخت ميزانية البلد تضور الشعب جوعاً وازداد عطشاً، فهل للهيب الأسعار من محاسب؟! أم أنها لعبة حصادها الفقراء والمعدمين لا القمح ولا الأرز؟!، نفثات من بوق الألم يبثها المداد، أولم يحين انفراج الخير للرعية ؟! فلماذا لا تمطر السحائب على شعوبها أم أن هارون صادر كل شيء قبل أن يموت ؟!