رسالة «واتس آب» تدفع طالبة لاختراع جهاز يخدم المكفوفات
تمكنت طالبة تدرس في المرحلة الثانوية، من اختراع جهاز يساعد فاقدات البصر من معرفة المتغيرات البيولوجية التي تطرأ على أجسادهن شهرياً، ما يحول دون تعرضهن إلى «الحرج». وأهَّل الاختراع فاطمة لطيف الخباز، التي تدرس في الصف الثاني الثانوي (القسم العلمي)، إلى المرحلة الثالثة من «الأولمبياد الوطني الموهبة والإبداع»، الذي نظمته مؤسسة «الملك عبد العزيز ورجالة للموهوبين»، ووزارة التربية والتعليم. وأقيمت المرحلتان الأولى والثانية منه على مستوى المنطقة الشرقية الأسبوع الماضي، فيما تُقام الثالثة على مستوى المملكة. ويتنافس فيها 25 اختراعاًَ.
وعلى رغم أنها لم تكمل الـ17 من عمرها، إلا أن فاطمة أكدت لـ «الحياة»، أن في ذهنها «عدداً من الأفكار والاختراعات، التي أطمح أن أطبقها على أرض الواقع. وحاولت دخول المسابقة العام الماضي، إلا أن الوقت لم يسعفني، فقررت دخولها هذا العام. وكانت فكرة الاختراع الأولى جهاز إنذار طوارئ للسيارات والأماكن المُغلقة، إلا أنه بعد البحث على الإنترنت؛ وجدت جهازاً شبيهاً بما كنت أنوي تطبيقه، فتراجعت، لرغبتي في اختراع شيء جديد، وله وظيفة لم يُسمع عنها من قبل».
وكانت بوابة فاطمة للوصول إلى الاختراع، «رسالة وصلتني على برنامج «واتس آب»، جاء في نصها «نحمد الله على نعمة البصر، فالمكفوفات يعشن أوضاعاً صعبة وحرجة شهرياً». ولفت انتباهها ما ورد في الرسالة، «بقي في ذهني، حتى وضعت تصوراً مبدئياً لاختراعي، الذي تمخض عنه جهاز يساعد المكفوفات في التعرف على موعد الدورة الشهرية». وتوضح أن «الجهاز في تصوري، ومن خلال المخطط الذي قدمته في الأولمبياد أشبه بجهاز فحص نسبة السكر في الدم، إلا إنني شعرت بصعوبة في أن تقوم المكفوفة بالفحص من طريق الدم، فحولته إلى الفحص من طريق الإفرازات النسائية، لقياس نسبة الهرمونات، ليعطي الجهاز مؤشراً صوتياً بنغمات معينة، توضح للمكفوفة ما إذا كان قد حان موعد دورتها الشهرية، عوضاً عن وقوعها في حرج يتكرر شهرياً».
ولا زال جهاز الخباز، فكرة ومخططاً وتصوراً متكاملاً. وتقول: «أطمح أن أراه في يد كل مكفوفة، والخطوة المقبلة ستكون تطوير الجهاز، ليقدم مستوى أفضل من الأداء المرجو منه». وعن التدريب قبل دخول الأولمبياد، أوضحت أنه كان «ليوم واحد، من طريق موجِّهة من إدارة التربية والتعليم، شرحت خطوات الابتكار، والعصف الذهني، ومراحل الاختراع من الفكرة حتى إنهاء المخطط، وهو ما أنجزته خلال شهر كامل».
وتنبأت والدة فاطمة لها بـ «مستقبل باهر»، استناداً إلى تفوقها الذي ظهر منذ طفولتها، مبينة أنها كانت «تحصل على الدرجات كاملة، طوال سنوات دراستها»، مبينة أن فاطمة «شارفت على الحصول على جائزة «الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي»، حين ترجت من الصف الثالث المتوسط، إذ كانت نسبتها مئة في المئة. وقبل التكريم بيوم واحد، تم إلغاء اسمها من قائمة المكرمات، من دون سبب يُذكر، وراجعتُ التوجيه التربوي بنفسي، ولكنني لم أحصل على إجابة من قبلهن. علماً بأنهن كن أرسلن لها تعميماً، يوضح نوعية اللبس وطريقة المشي خلال في حفلة التكريم. ولا زلت أفكر في سبب إسقاطها من المكرمات، إلا أن ذلك لم يحبطها، ولم يشكل لها عائقاً في مسيرة نجاحها».