المغتربين : في فانكوفر يحيون عاشوراء الحسين(عليه السلام)
منذ إطلالة هلال شهر محرم الحرام و قد اكتسى الطلبة الشيعة المغتربون في مدينة فانكوفر الكندية بمقاطعة كولمبيا البريطانية السواد و نصبوا مأتم العزاء على سيد الشهداء الإمام أبي عبدالله الحسين(عليه السلام).
و في الليلة الأولى ألقى سماحة العلامة الشيخ محمد حسن الحبيب(دامت بركاته) كلمة مباشرة أكد فيها على ضرورة التبشير بالقضية الحسينية بكل الوسائل الممكنة، كما حثُّ الشباب على ضرورة التفاعل مع قضاياهم و مساندتها، موضحاً في الوقت نفسه كيف أن غير المسلمون إستطاعوا أن يقرؤا القضية الحسينية و يتعلموا منها، مبيناً أن الغربيون أكثر تفهماً و تعقلا في مثل هذه الأمور من بعض المسلمين المتعصبين.
و في الليلة الثانية من محرم حاضر سماحة العلامة الشيخ علي هلال الصيود(دامت بركاته) عن التوبة و كيفيتها، و بين سماحته لوازم التوبة، مؤكداً خلالها على أن المجاهر بمعصيته؛ كمن أمتدح الطاغوت يزيد على منبر عليه أن يبين توبته في ذات المنبر و من خلال نفس الوسيلة، مبيناً أن التوبة من مثل هذا الذنب ليست كافية سراً كالإستغفار في صلاة الليل، بل على هذا المذنب أن يتبرأ من يزيد و أمثال يزيد كما امتدحهم في نفس الوسيلة.
الشعائر الحسينية .... من شعائر الله (سبحانه و تعالي)
و ابتداء من الليلة الثالثة من محرم كان المغتربون على موعد مع حجة الإسلام و المسلمين سماحة السيد محمد جعفر المدرسي(دامت بركاته) نجل آية الله الفقيه السيد عباس المدرسي(دام ظله)، حيث كانت محاضرته الأولى حول الشعائر الحسينية و أهميتها.
و قال المدرسي "هناك قاعدة تسمى بقاعدة النسبة، يعني كلما انتسب الإنسان الى شيء رفيع اخذ منه الرفعه، و كلما انتسب لشيء وضيع اكتسب منه الرداءة"، و ضرب سماحته المثل بالحجر و هو في أصله لا قيمة و لا شرف له و لكن إذا انتسب إلى شيء ذو رفعة كالأحجار المبني منها المسجد الحرام يكون هذا الحجر ذو قيمة و قداسة، مردفاً أن "هذا الحجر الذي انتسب إلى الله يصير من شعائر الله سبحانه، لأنه صار علامة دالة على الله سبحانه".
و أكد سماحته على ضرورة احترام شعائر الله و قدسيتها مؤكداً بأن احترامها قيمة من القيم، و أردف في محاضرته بأن "مع إطلالة شهر محرم الحرام نشاهد الأعلام السوداء التي هي من تلك الشعائر و كلها في محبة الإمام الحسين و حتى الإنفاق في سبيل الإمام الحسين(عليه السلام) من شعائر الله سبحانه".
كما بين سماحته بأن روايات أهل البيت تؤكد على إقامة العزاء على أبي عبدالله الحسين(عليه السلام) و تلك الروايات تبين عظمة هذه المآتم، ففي الحديث عن الإمام الصادق(عليه السلام) يقول (والله إن لأحب تلك المجالس).
حركة الإمام من أجل خلق الأمن و المجالس الحسينية تربي الفرد على أن يكون عزيزاً
و في الليلة الرابعة تحدث سماحة السيد محمد جعفر المدرسي حول الأمن و الأمان، و بين سماحته بأن حركة الإمام(عليه السلام) الثورية و كذلك حركات باقي المعصومين جاءت لترسخ الأمن، مؤكداَ بأن النظام الأموي المتسلط كما هو حال كل أنظمة الطواغيت لا يمكن أن يخلق الأمن معها.
و في الليلة الخامسة من المحرم تحدث سماحته حول دور المجالس الحسينية في تربية الفرد المسلم، و قال في بداية حديثه "من يبحث عن مال في هذه الحياة فإنما يبحث عنها من أجل العزة، يرى بأن عزته في امتلاك الأموال، الذي يبحث عن سلطان او عن حكم فإنه يبحث عن العزة، و العزة الحقيقية لله سبحانه و تعالى".
و أضاف سماحته " الله تبارك و تعالى أوكل للإنسان كل شيء إلا أنه لم يوكل إليه أن يذل نفسه، لهذا نجد الإمام يقول ( ألا إن الدعي إبن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة و الذلة و هيهات منا الذلة) الإمام لم يقبل الذل بل قدم السيوف على الذلة، و هذه النفس الأبية هي التي أحيت الإسلام، و لو نظرنا اليوم إلى الإسلام فالإسلام بمثابة شجرة و هذه الشجرة زرعها رسول الله و حافظ عليها أمير المؤمنين و قد يبست هذه الشجرة و بثورة الإمام الحسين و تضحيته و بدمائه الطاهرة و التي كانت كالماء التي أحيت هذه الشجرة، و لولاه (عليه السلام) لأباد آل أمية الإسلام".
و أضاف سماحته " مجالس الإمام الحسين(عليه السلام) ستشهد لنا يوم القيامة، نحن اليوم نحضر في مجلس الإمام و لا يمنعنا من ذلك شيء برد أو حر أو مطر أو ثلج، و هذه المجالس هي الباقية لنا يوم القيامة"، موضحاَ أن " الهدف من هذه المجالس و هذه الذكرى، أن الأئمة(عليهم السلام) يربون أتباعهم تربية تكون على ضوء الكتاب و السنة، لهذا نجد بأن قضية عاشوراء تقيم البركات، و تحل المعاجز في القلوب، ليس فقط للشيعة إنما باقي المسلمين و حتى غير المسلمين".
هذا و يجتمع عشرات الطلبة السعوديين المغتربين في مدينة فانكوفر ليلياً لإحياء ذكرى عاشوراء الخالدة في مايتعارف لديهم بـ(بيت الشباب المغتربيين الرسالي)، و يقيمون شعائر العزاء و اللطم على الإمام الحسين(عليه السلام).