السيد منير الخباز يصف الإمام علي برائد الحقوق الإنسانية
في " دولة الإسلام أم دولة الإنسان "
تطرق سماحة السيد منير الخباز من خلال محاضرته " دولة الإسلام أم دولة الإنسان "في الليلة الثالثة من المحرم في حسينية السنان بالقطيف إلى التفريق بين النظام الديني والليبرالي وماهو النظام الصالح منهما من خلال ثلاثة محاور :
المحور الأول : فلسفة النظام الليبرالي والديني متسائلاَ ماهي فلسفة النظام الليبرالي ؟ وموضحاَ بأن النظام الليبرالي يقوم على المقايضة من خلال عدة أمثلة مثل أن الجذابية سبب لسقوط الإنسان سواء كان هناك إيمان أم كفر وأن الإنسان يولد من خلال اجتماع الذكر بالأنثى فنظام الكون هو نظام السببيه ولادخل للدين في السياسة وأن النظام السياسي كما الديني ولادخل له في نظام الطبيعة وفي السياسة ونفوذها فكما ولد الإنسان حر فهو حر في اختيار أي نظام سياسي يريده اي أن النظام السياسي مجرد من الديني
أما الرؤية للنظام الديني فهو ينطلق من نظرية الخلافة أي أننا اذا تأملنا الكون نرى الأصيل وهو الله (سبحانه وتعالى )وهوالأصيل في الوجود خلقاَ وتدبيرا والإنسان مجرد نائب أو خليفه لله في الأرض اذا فنظام الحكم يجب أن يكون قراره هو بيد الأصيل وليس بيد مخلوق ضعيف وقضى أن يسير الخليفة على نظام المستخلف قال تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الظالمون )
المحور الثاني : معالم النظام الديني والليبرالي
واوضح سماحته على ضوء الاية الكريمة ( أن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ) بأن النظام الليبرالي يركز على حقوق الإنسان ويتجاهل حقوق الله ويرى بأن الأصالة هي لحقوق الإنسان لعدة أسباب :
1-أن وجود الله وأهمية الدين وصحة المذاهب هي محل خلاف فلم تتفق البشرية على صحة دين أوالمذهب الآخرى
2-إذا كان لله حقوق فهو اقدر على أن يدافع على حقوقه فبيده الكون والوجود وبنظره اعمق هناك مقوله في الفلسفة تقول ( السلطة الذاتية لا تنقص وإنما الذي ينقص السلطة الإكتسابيه ) فعندما يشتري شخص سيارة فله سلطة عليها ولو اخذها شخص قهراَ لمدة يومين لأصبحت سلطة اكتسابية بينما المشاعر لايمكن لأي بشر أن ينقصها لأنها سلطة مطلقه وسلطة الله ذاتية لاتنقص بتحدي شخص قال تعالى ( ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد )ولكن يدافع الليبرالين عن الإنسان لأنه ينقصه ذلك
3-مسألة الكرامة فالأصل هو كرامة الإنسان وتعني أن يكون الحكم بيد الإنسان لابيد السماء ولو فرض الله على الإنسان شي لايريده فهو يرفضه وهذا يتنافى مع كرامته فلابد أن يكون القرار بيده
4-خاضت الشعوب حروب طائلة كي تدافع عن حقوق الإنسان الأربعة والمتمثلة في : العدالة والأمن وأن تكون للانسان فرصة عمل في وطنه وفي التحرر من التمييز بكل أنواعه سواء كان طائفي أم أو عرفي أم غيره ووصلت لذلك بعد بذل دماء كثيرة
أما نظرية النظام الديني فتقوم على عدة نقاط :
1-الاسلاميين يقولون بأن الخلاف بيننا جذري فمن هو الإنسان ؟الليبراليون يقولون بأنه الإنسان الذي خلق حراَ والاسلامييون يقولون أن الإنسان يحتاج للدين كما يحتاج للطعام والشراب ويحتاج لغذاء روحي كي يقاوم القلق وخلافه (الابذكر الله تطمئن القلوب ) وبأن الدين حاجه اساسية في الإنسان لايمكن اغفال ذلك
2-الأصل هو كرامة الإنسان والكرامة في النظرة الليبرالية هي اختيار الإنسان وكل خارج عن اختياره لاتقره
اما النظرة الإسلامية فتقول لاتكون باختياره فعندما يختار أن يروج المخدرات أو يقوم بالتفجيرات أو يعبد بقرة أوفأر أبيض أوصنم فهل في ذلك كرامة لهذا الإنسان لا بل يتنافى ذلك مع كرامته لأنه يعبد ماهو أدنى من الله عزوجل فالكرامة ليس معناها الإختيار بل أن يعيش في مجتمع يسعده قال الرسول الكريم " أن الله فوض إلى المسلم كل شيء ولم يفوض إليه أن يذل نفسه "
3-أن جميع الأديان الوضعية تقرر أن على الإنسان أن يختار العقيدة التي يريد فالليبرالي يقول : من حقك أن تختار العقيدة التي تريد ولكن ليس من حقك أن تأمر غيرك بالانضمام لهذه العقيدة والمسلم يقول : وإذا كانت عقيدتي تأمرني بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكيف لايجوز لي أن اطبق هذه العقيدة ؟
4-هناك فرق بين المجتمعات الغير دينية فلو اختار النظام الديني نظاماَ غير دينياَ فهل سيكون مؤثر وهل سينسجم هوية وثقافة المجتمع الديني اذلاتكفي في فاعلية النظام انتخابه فلابد من أن ينسجم مع المجتمع وعدم مراعاة حقوق الله لايحدث نقصا بالله ولكنه قبيح فله الحمد والشكر والطاعة
المحور الثالث : هل يمكن التوفيق بين النظرتين أم لا؟ الليبرالي يقول الأصالة لصندوق الاقتراع والديني يرى بأن القرار لله فكيف نجمع بينهما ويمكن ذلك عبر أسس أهمها :
المذهب الأمامي يرى مرجعية العقل مرجعية في الأصول والفروع فالدين لايكون إلا بالعقل ولايمكننا أن نعتمد على العقل في المصاديق فالعقل قاصر عن ذلك
2- التفريق بين الدين وفتوى الفقيه فالدين شيء وفتوى الفقيه شيء آخر فالدين ثبت بالأدلة القطعية أما فتوى الفقيه فهي رأي فقهي ولاينبغي الخلط بينهما
3-يمكن الدمج من خلال صناديق الاقتراع فالرسول أخذا البيعة من المسلمين لعلي عليه السلام لأن البيعة عقد ملزم نظامه نافذ من جهة السماء والناس ولو رجعنا إلى قادة الدين فإننا نجدهم هم رواد حقوق الإنسان فقد كانت دولة الإمام علي هي دولة الإنسان وقد سار أشباله على خطاه وجميع أهل بيته فكانوا مدرسة للأجيال المتتابعة .