سماوات فاطمة
سماوات فاطمة
قصيدة نشرت في كتيب برنامج الليالي الفاطمية ( عروجاً إلى فاطمة ) بأم الحمام لعام 1430هـ
السّماواتُ حيثُ لاتَ انتهاءُ ،
قُل هو الشِّعرُ ، قُل هي الزّهراءُ !
وقُل الشِّعرُ أنْ يُشيرَ إلَيها :
.. هي هذِي القصيدَةُ العصماءُ
لا أقُولُ التُّفَّاحَ إلا مديحيهَا ،
وقلبي تُفَّاحةٌ حمراءُ
وقُل الشِّعرُ أنْ يُذَوَّبَ ما بَين يديها
كما يذُوبُ الهبَاءُ ..
من مُعيني على النَّشيدِ المُعلَّى ،
رُبَّما ضَاقَ بالمُغنِّي الغِناءُ !
مَن مُعيني في أن أقُولَ : هي الحوراءُ ،
أو أن تقُولَنِي الحوراءُ ؟
فوجدتُ ابنتي تُنادي على البابا ،
فرفَّتْ فراشَةٌ زرقاءُ !
وضَممتُ ابنتي إلَيَّ ، ابنتي حُبِّي ،
فداكِ البنونَ والآباءُ !
.. ما أبُوكِ الّذي يحيِّرُهُ المعنى ،
ولكنَّ فاطماً إسراءُ
سقطَتْ دمعةٌ على الدّهرِ منها ،
فهي للدَّهرِ مُنذُها استشفاءُ
يا ابنتي ، يا صغيرتي ، دلِّليني ،
فأنا من متاعِبِي أنضَاءُ
يا ابنتي ، ما أبوكِ إلا نِفَارٌ ..
لم تروِّضْ عُشبيَّهُ الصّحراءُ
.. البعيدُ القريبُ ، والمُتعِبُ المُتعَبُ ،
أين استوى حِراءُ حراءُ ؟
إن يقُولُوا : يا لَلغريبِ ، فقُولِي :
هكذا الأنبياءُ والشُّعراءُ !
يا ابنتي ، يا حبيبتي .. صدّقينِي ،
حينَ يُدعى اسمُها تفيضُ السّماءُ
.. فاطِمِي يا تلفُّتَ القلبِ منِّي ،
أيُّ حوَّاءَ أنجبَتْ حوَّاءُ ؟
أنتِ يا بَضْعَتِي ، ويا شِجْنةً منِّي ،
وأمِّي ، والفاءُ والأفياءُ
ما على فاطميَّةٍ مِن سجايايَ أثامٌ
إذَا تداعَى الفضَاءُ ..
لم أُسَمِّ ابنتي بغيرِ اسْمِها الواضِحِ ،
صلَّتْ على اسمها الأسماءُ !
أتهجَّا اسمَهَا ، فيرقُصُ قلبي
عَسَلاً ، يا انخِطافُ يا إغراءُ !
وأنا زارِعٌ طريقَتِي المُثلَى
بما فاطميَّتي سَتشَاءُ !
سأُغنِّي الفَناءَ : مَنْ عابِراتُ النَّهْرِ
نحوي ؟ ، مَنْ سيّداتٌ نِسَاءُ ؟
ويُطيلُ التَّأمُّلَ الدَّهرُ : مَا تلكَ عليَّ ؟ ،
العُصَابةُ البيضَاءُ ؟
توَّجُوني بِها ، وما يفَعلُ العاديُّ
والتَّاجُ دُرَّةٌ نوراءُ ؟ ،
سأغنِّي الغناءَ : أيَّتُها الأُنثَى ،
الأنوثَاتُ عندَكِ استعطاءُ
فانْسَنِي يا يَبَاسُ إنْ ذكَرتنِي
هي ، واخضَرَّ أيُّهذا العراءُ ...
أنا في ذكرِها اكتفيتُ ، وحسبي
كزِفافِ الزَّهراءِ ، زادٌ وماءُ !
يا ابنتي ، يا صغيرتي ، إنَّها الزَّهراءُ ..
حسبُ الأنوثةِ الزَّهراءُ !