الشللية
الشللية كلمة تحمل في دلالتها معنى التعنصر "وهي تستعمل للدلالة على مجموعة من الأشخاص اللذين تربطهم اهتمامات مشتركة وتوحدهم أفكار متماثلة وأهداف واحدة .. " ، ففي المجال الثقافي والأدبي أصبحت ناقوس خطر بكونها داء أصاب الساحة في كل اتجاه بالترهل والخمول ، فإن كان هذا القلم مرضياً فسوف تجد الأحرف العذاب تتقاطر على صفحاته كغيمة من الإطراء والتبجيل بينما قلم آخر لا ينتمي إلى خارطة الرضا ذاتها تراه فوق أرصفة التهميش القسري ناهيك عن تلك المفردات النقدية الشرسة التي ليس لها صلة بالنقد لا من بعيد ولا من قريب .
في القراءة النقدية على رواية أهلاً سيادة الرئيس التي كتبت حروفها ونشرتها في بعض المواقع على الشبكة ( الإنترنت ) ، التقيت بعدها بصديقٍ عزيزٍ على قلبي وأحرفي حيث تتسم علاقتنا بشفافيةٍ عاليةٍ كما أنه قارئ رائعٌ وكاتبٌ وشاعرٌ
جميل .
استقر بنا المكان فأخذ يناقشني عن هذه القراءة بكلماتٍ شرسةٍ عنيفةِ المضمون أحسست خلالها بأني ارتكبت جريمةً لا تغتفر كُونت فيها .
إن ما استفز مشاعري وأضحكني في آنٍ معاً أنه يناقش بلا دليلٍ منطقي موسومٌ بالاتهام قائلاً : إنك في هذه القراءة تريد أن تسكب الكاتبة هالةً من الجمال الإبداعي ليس إلا .
هنا أتساءل : هل الكاتبة تحتاج لحجمي الصغير ليسكبها هذه الهالة الجمالية ؟ .
إن الكاتبة لا تحتاج لذلك حيث أن عطاءها يشهد لها بهذه الهالة الجمالية الإبداعية والقارئ يشهد لها أيضاً .
إننا لا نبتغي أن نتحدث عن الكاتبة ومنجزاتها فالقارئ يكفيه أن ينظر بعينيه دون غبار ، إننا نبتغي الحديث عن النقد العبثي القابع في الفوضوية المجافي للمنطقية ... .
في المقابل هناك من يمسك اليراع وينثر كلماته النرجسية بعيداً عن المنطقية معانقاً العبثية النقدية وهذا ما يجده القارئ في صحيفة اليوم التي تضمنت حديثاً لأحد الشعراء الرائعين يتحدث فيها عن ديوان شعر ... .
إن الشاعر قد أسرف في الإطراء والتبجيل للديوان ولم يمارس المنطقية مع كل احترامنا له وهنا تكمن المشكلة .
إن القارئ له حق في أن نحترم عقله ولا نستخف به ، هذا نتاج الشللية .