رسالة من القلب للمواطن والمسئول : الحوار والحل مسئوليتنا جميعاً
لم أكتب هذه الرسالة للتفنن في الكلام، ولا للف والدوران، بل هي من القلب لقلب هذا الوطن بمن فيه، وكل بموقعه، وبمسئولياته، حاكم ومحكوم، قلب يشمل بحبه الجميع، ويرغب بالجميع أن يصل لبر الأمان.
فليس معقولاً أن ننقسم إلى نوعين أو ثلاثة أو أكثر، ليس معقولا أن يفكر المسئول بطريقة تختلف عن تفكير المواطن، أو العكس، أو تجد بينهما بعداً كبعد المشرق والمغرب، ليس معقولا أن يتترس كل منهما في موقعه وينظر للآخر كغريب، وتتعمق القطيعة بسبب اعتبارات واهية كالمكانة والقوة والنفوذ واليد العليا.
هذه ليست أحوال البيت الواحد، والمكان الواحد للعيش المشترك، ليست أخلاق السياسة الحكيمة، فأن يشتكي مواطنون من وجود مشكلات وقضايا يعانون منها من سنوات، ولا ينظر إليها المسئول بأهمية ما ينظر لها هؤلاء المواطنون، فهذه مشكلة في الحوار والحل.
وأن يقول المواطنون بأننا لا نجد بارقة في الحوار والحل فهذه مشكلة في القلب والعقل لم يكن ينبغي لنا أن نصل إليها، وأن يفقد الناس الثقة بأعيانهم ورجالهم المتواصلين مع المسئولين، ويقولون لهم لقد فشل منهجكم، فالحوار لا يحل مشكلاتنا، وتبدأ تتساقط أوراق الثقة بينهم، وتنقسم العقول والقلوب وتتباين المواقف، فهذه مشكلة لا نريدها، وهذا ما نحذر منه، ثم فجأة يظهر لنا كصورة واقعية ومؤلمة، ثم يحمل كل منا (الحاكم ـ المواطن ـ الوجيه) الآخر المسئولية؟!
الاستماع لبعض، والمناقشة، بروح القلب الواحد، والعقل الواحد مسئوليتنا كلنا، فمن غير المعقول أن تبقى الأسئلة تتراوح مكانها فتسمع المواطن يقول نحن نعاني من مشكلات هائلة، نريد لها حلاً يأتي من المسئول السياسي والإداري، ويستصغرها المسئول، ويهملها، ويؤجلها لاعتبارات مثل هذا أسلوب لا يناسب، هذا وقت لا يناسب، إذا متى الوقت المناسب والأسلوب المناسب؟ أحين تصبح فرص الانفجار وتعالي الصوت والتصادم هي الأكثر حظاً، وهي المستغلة من قبل فئات تقول بأنَّ القطيعة هي الطريق الصحيح!
ليس خطأ أن يستمع المسئول ويتجاوب مع مطالب الناس، ليس خطأ أن تتسارع خطوات الحل والعلاج، وليس خطأ أن يقدم المسئول خطاباً إصلاحياً واضحاً، فهذا في الحقيقة نقاط قوة اجتماعية وسياسية له.
ومثل ذلك ليس خطأ أن يتحاور المواطنون مع المسئول بمنتهى الموضوعية والصراحة، ويتجنبوا الوصول للقطيعة والتجافي، ويتفهموا أنَّ أي حل لأي مشكلات يعانون منها يبدأ بطريقة الروح الوطنية، والحفاظ على استقرار الوطن، وزيادة تماسكه وقوته، فأي دولة في التاريخ القديم أو المعاصر هي كيان مشترك من مواطنين وحكام ومسئولين.
أمنية هذا القلب أن يستمع المسئول وبسرعة لمطالب الناس، ويتجاوب معها، وأنا متأكد أنها مطالب حقوقية تزيدنا قوة ومتانة وتماسكاً وأنا بحسب ما أعلم تاريخياً بأنَّ الشيعة ـ ككل فئات الوطن ـ سيقفون مع دولهم في وقت الأزمات فقد تمسكوا بالدولة الوطنية في العراق والشام والسعودية وكان خيارهم وحدة الوطن أولاً وأخيراً.
وأمنيتي للمسئول أن يشعرهم بقيمة هذه الوطنية ويستمع لمطالبهم الحقوقية فهم إنما يريدونها ضمن مساواة حقيقية داخل وطن واحد يعشقونه اسمه المملكة العربية السعودية.