النص الثقافي مصلوباً
حينما تبحر في الساحة الأدبية بمجداف التأمل فإنك ستجد النص الثقافي مصلوباً عبر أحرف الكتاب وهذا ليس على وجه العموم حيث أن هناك ما هو نصٌ يضيء الحياة بالنور .
أولاً : التغزل في اللغة :
إن البعض من الشعراء اللذين يعانقون بأقلامهم كتابة الشعر هذا الفن الراقي المؤثر بكل معطياته الإيجابية والسلبية بما يوحيه للقارئ كنسقٍ ثقافي ، هذا إن وجد النسق الثقافي في النص .
* الترف البلاغي :
إن البعض من الشعراء في الساحة الشعرية ينحني كراقصةٍ أنثى في تقبيل الزخم البلاغي في كتابته حيث يفقد النص المضمون الثقافي ليبتعد به عن ملامسة العقل والواقع ليكمل الصورة أمام القارئ في تعايشه مع الحياة بصنوفها المختلفة فتراه ( النص ) كأنما كتب ليكون لا شيء سوى كونه متعةً يتغنى بها القارئ نسيج صوره ليموت بعدئذٍ فلا يؤثر التأثير الذي ينبغي أن يكون .
ثانياً : العبث الثقافي :
إن البعض من الشعراء يتجه في مسارٍ آخر ليعطي القارئ زخماً ثقافياً عبثياً لا يتناسب مع الفطرة حيث يؤطر لنمطٍ ثقافي يأخذ به للفساد بجميع مستوياته وأشكاله الحياتية ، فهل يوجد أعظم من تبليد العقل والروح لدى القارئ .
ثالثاً : المثقف الواعي :
إن البعض من الشعراء قد استقامة أحرفه ليبدع نصاً رائعاً يأخذ القارئ إلى فضاءات جماليةٍ وثقافيةٍ تساهم في تطوير ذاته وحل مشكلاته .
إن هذا التصنيف لا يختص بالشعر على وجه الخصوص وإنما ينحدر إلى كتاب الرواية الأدبية والتي قال عنها بعض النقاد : إننا اليوم في عصر الرواية الأدبية .
لقد برزت في الأفق روايات تتناول ما يسمى بالفضائحية والتي تعنى بتعرية المسكوت عنه بالإضافة إلى ولوج بعضهم بكتابة الرواية الإيروتيكية والتي تجعل من الغريزة النقطة الأساس في كتابة النص الروائي .
إنه ومما لا يخفى على المثقف الواعي ذلك الأثر الذي تلقمه مثل هذه الكتابات في الذات الإنسانية من ظلام بكل تفاصيل الإنسان بكونه إنسان .
كما أنه توجد روايات أدبية تحترم القارئ لتكون كالماء يروي ظمئ القارئ .
قال تعالى :﴿ وجعلنا من الماء كل شيء حي ﴾ .
القلم أمانة فلابد من المسؤولية إزاء ما نكتب ، فالكتابة قد تمنحنا الحياة والكتابة قد تمنحنا الموت .
قال تعالى : ﴿ ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ﴾ .