الأستاذ فوزي ضحية نظام طائفي
ما حصل للمربي الفاضل الأستاذ فوزي آل شنر من فصل عن العمل لمجرد أنه أهدى الطلاب نسخاً من كتاب يعلم الصلاة على الطريقة الشيعة.. ما حصل له شيء متوقع، بالرغم من وجود "الحوار الوطني" الذي لم يخرج بنتيجة، ولازال المجتمع يعاني من مشاكل لا تحصى وبالخصوص في الجوانب الطائفية بما فيها طائفية مناهج التربية الدينية.
ان ما فعله الأستاذ فوزي عندما أهدى كتابا خاصا بتعاليم الصلاة على طريقة المذهب الشيعي.. لم يكن إلا لوجود خلل في النظام التعليمي نفسه. ان هذا الخلل الموجود لا يكمن فحسب في وزارة التربية والتعليم التي تلزم تدريس المذهب الحنبلي الذي يمثل اقلية في السعودية.. بل وايضا في حقيقة أن المناهج الدينية المقررة تتعرض للمذاهب الاخرى بشتى أنواع التنقيص والتكفير والتي نتج عنها صدامات بين مدرسي التربية الاسلامية ـ وهم في مجملهم وهابيون ـ وبين الطلاب وبالخصوص الشيعة والصوفية منهم.
من غير المعقول أن تدرس هذه المناهج المليئة بالشحن ضد الآخر المختلف للطلاب ومن ثم يتوقع منهم أن يتقبلوا الآخرين المختلفين معهم، أو يتوقع من الضحايا والمعتدى عليهم أن يلتزموا الصمت ويتلقوا اللكمات بين الفترة والاخرى.
الحقيقة ان المشاكل الطائفية واضحة المعالم ولا تحتاج الى الحوار الوطني، ولا يحتاج المجتمع حتى مادة التربية الوطنية والتي هي في الحقيقة محاولة لتوجيه بوصلة الولاء للسطلة وليس للوطن. ان واجب الدولة لحل المشاكل الطائفية هو ان تعي تماماً حاجة المجتمع وتلبي هذه الاحتياجات وعندها سيرى المجتمع أن الدولة حريصة فعلاً على رفاه المجتمع وسلامته ورقيه، وبالتالي فإن الولاء والوطنية تظهران عند الطلاب من دون الحاجة إلى دروس الوطنية العبثية.
على الارض هناك فعل التمييز الطائفي، والترويج للطائفية في التعليم والوظائف العليا وحتى الدنيا. ولكن على المستوى النظري هناك أحاديث عن التعايش وتقبل الآخر وآخر الخزعبلات هي الحوار الوطني الذي لا أثر له على الأرض.
ان مايحتاجه المجتع في الحقيقة هو أن تتخذ الدولة قرارات حازمة لخدمة المجتمع ككل وليس لخدمة جهة على حساب اخرى. لقد مل المجتمع من حالات الشد والجذب بين المطالبين بحقوق التغيير لحياة افضل وبين من يرفض التغيير. وفي حالات متكررة لقضايا اجتماعية تظل الدولة متفرجة ما دام القرار لا يشكل خطرا مباشرا على أمنها.
السؤال: متى تعي الدولة وتتعامل مع جميع الاطياف بنظرة واحدة بغض النظر عن الانتماء المذهبي أو المناطقي والقبلي وغيرها من المحسوبيات اللاوطنية؟