و يستمر مسلسل العنف
مقدمة: جريمة جديدة تهز المنطق و تثير مخاوف الناس حيال إرتفاع نسبة العنف بكافة أشكاله سواء على مستوى العنف الأسري كما حصلت تلك الجريمة حيث إرتكب شاب جريمة حرق أبيه المقعد أو كما أشارة مديرة ملتقى الطفولة غادة السيف أنه على مستوى العالم سنويا يموت مليون إنسان كنتيجة للعنف ولكن هذا المرة جريمة مركبة من جزئين محاولة سرقة رجل مسن من قبل ثلاثة شبان بالغين وليس مراهقيين حتى نحاول على العثور على تبرير ولو بشكل نسبي و الجزء الثاني الأقدام على القتل العمد لمجرد أن شاب أوقف هؤلاء من سرقة ذلك الرجل المسن.
القطيف هي أيضا جزء من العالم الدي أثرة عليه عوامل مختلفة كماً وكيفاً مما ساهمة في رفع معدل العنف و قد تحدث سماحة الشيخ حسن الصفار في أحد محاضراته السابقة أنه بلغ عدد المحكوم عليهم بالقصاص في القطيف ثلاثين شاب و لازال الرقم في تصاعد هده فظلا إن أمام كل جاني مجني عليه أي إن القطيف حتى الأن خسرة ما يقارب ستين شاب فظلا عن الجرح المصابيين لمجرد قربهم من مواقع العنف على سبيل المثال , إصابة الشاب محمد سلمان الرضوان بعد تعرضه لطلق ناري و ذلك أثر تشاجر بين مجموعتين من الشباب المسلحين أمام مرئ ومسمع الجميع. و حادث عنف أيضا آخر حيث كان الضحية شاب من عشاق مشاهدة ما يسمى ( التحفيط ) حيث من يقود السيارة و يعبث بها مما أفقده السيطرة و أدى إلى إرتطام السيارة بأحد الشباب المراهقين كما جاء في تقرير الصحفي جعفر الصفار الدي ناله هو الآخر إتهام بمصداقية التقارير التي تنقل لنا الصورة المؤسفة لواقع الثقافة الخاطئة التي يعاني منها شباب اليوم رغم الخطورة المؤكدة لمثل هده تصرفات غير مسؤلة .
المشهد في حي الناصرة بالقطيف التوقيت مساء الأثنين الماضي و بداية الكارثة كانت حينما هم ثلاثة شبان للسطو على رجل مسن و كان بالقرب من مسرح الحدث الشاب خالد البدن و أوقفهم من هذا الفعل المشين وكانت النتيجة رصاصتين في الرأس أردته قتيلا بعد إسعافه إلى المستشفى بساعات كما جاء في تقرير شادن الحايك المنشور في صحيفة الحياة . هكذا و بدم بارد و دون إعتبار إلى أي أدنى درجات الرحمة و الشفقة حصلت هده الجريمة لتعيد لنا من جديد صورة الشاب شهيد الأمر بالمفروف شكري آل رضوان الذي قتل على يد شاب مراهق في بداية السنة الميلادية لهده العام و كنتيجة للجريمة البشعة أحتاج إلى عملية جراحية عاجلة ولكن نتيجة إلى تهتك في الجمجمة و نزيف حاد في المخ مما عقد من عملية إنقاد حياته كل دلك بسبب محاولة الشاب خالد البدن رضوان الله تعالى عليه من أجل أن يمنعهم من سرقة رجل مسن كما ذكر كل من الصحفي الصفار والتركي و قد نتج عن هده الكارثة إنهيار عصبي حاد لكل من الأم و أحد أخوان الفقيد على أثر الخبر المفجع.
في خلال أقل من 32 ساعة تمكنت الجهات الأمنية في الوصول إلى الجناة المتشبه بهم و لازال التحقيق جاري معهم, هده تقدم يحسب لهم ونشجع عليه ونطالب بالمزيد من الحضور الأمني و من أجل فاعلية أكثر للدور الأمني سبق وطرح هده المطلب و هو فتح المجال أمام التوظيف أهالي المنقطة في القطاع الأمني إنطلاقا من أهل مكة أدرى بشعابها و أيضا هو طريقة من أجل خفظ معدلات البطالة .
للدور الإستخباراتي أمر مهم في حفظ أمن الدولة على المستوى السياسي لذا تحرص دول العالم على وجود مؤسسة كاملة تعني بهذا الأمر و إنطلاقا من ذلك أود طرح هذا المطلب بأن يكون للمخابرات دور أساسي أيضا في الوصول إلى معرفة مصادر الإسلحة و من يساهم في عملية البيع و الشراء فكما ترى السلطة السياسية أهمية الدور الإستخباراتي فيما هي تعتقد أنه خطر عليها كذلك الأمن الإجتماعي بحاجة إلى دور مخابراتي لا يقل فاعلية عن الأمن السياسي و لنا مثال على دلكإعتقال الدكتور محمد العبد الكريم حيث تم ذلك من قبل الجهات المباحث بسبب نشره مقال يعتبر أنه تجاوز الخطوط الحمراء و أيضا ما نقرأه في الصحافة بين فترة و آخرى لعمليات قبض على الأرهابيين كل ذلك كان الدور الإستخباراتي يلعب دورا حيويا في التصدي إلى الأمن السياسي حسب ما تراه السلطة السياسية .
على المجتمع أن لا يقف متفرجا حيال هده الأحداث ينبغي أن يكون له دور فاعل في إخماد حالات العنف من بذوره من خلال نشر ثقافة اللاعنف و التسامح بين أفراد الأسرة الواحدة و إشاعة ثقافة المحبة بدل الكراهية و الحقد وخلق أجواء حوارية هادئة في حال الإختلاف أو الخلاف في القضايا الحياتية فلا ينبغي أن يتحول الخلاف حول شيء ما إلى إختلاف حاد مما ينتج عنه عنف و عنف مضاد و أيضا على المدرسيين مسؤلية أيضا لا سيما فترة الطفولة و المراهقة في غرس ثقافة اللاعنف ومحاولة و تسليط الضوء على أسباب و مسببات العنف من قبل تربويين و نفسيين وينبغي الإستفادة من موسم عاشوراء في هذا المجال حيث نسبة الحضور إلى المراكز الدينية من قبل الشباب أكثر من الأوقات و المناسبات الآخرى .
في ظل ثورة التقنية الإعلامية و إنتشار ظاهرة فن التمثيل في المنطقة كما أشار سماحة السيد منير الخباز في محاضرته بعنوان الفن الهادف كان للمهتمين عمل إعلامي جميل في الأدوار التمثيلية و المونتاج و الأخراج ينم عن فن جميل هادف ولكن ثمة خطأ في الرسالة حيث كان من ضمن المشاهد التمثيلية مشهد زواج و شخص يستخدم سلاح و أطلقه و فقد السيطرة عليه و أصاب شاب في الزواج و قد بادر أحدهم من أجل إيقاف ذلك الشاب . هده المشهد يبقى فقط في عالم السينما بينم الواقع يختلف كليا وما بين فقد الشاب المبادر شكري الرضوان رضوان الله تعالى عليه و بين الشاب أيضا المبادر خالد البدن فترة زمنية ليسة طويلة جدا و النتيجة معرفة مسبقاً. من واقع التعليم في الحياة الإكاديمية كان هناك كلمة توعوية للجهات الأمنية الأمريكية تشير لنا إنك في حال تعرض لك شخص مسلح و طالب منك مال أو حتى بطاقات الأتمان فورا نفد طلبه بدون مقاومة من أجل سلامتك ومن ثم قم في الإبلاغ في حال إذا كنت في أمان بينما رسالة حملة بادر تطلب من المواطن العادي المبادرة بينما هو لا يمتلك أدنى خبرة في الدفاع عن نفسه بل معرض لفقدان حياته كما حصل للشابيين رضوان الله تعالى عليهم.
البحث في أسباب و مسببات العنف أمر في غاية الأهمية ولا أدعي القدرة في ذلك ولكن حتما جميعا يتفق على إن الأمن الإجتماعي لا يقل أهمية عن الأمن السياسي بل حتى إن الأمن الإقتصادي و الأمن الثقافي عامل مؤثر في المساهمة في الوصول إلى الأمن الإجتماعي و إلا فأن الفقر و البطالة و الجهل و التجهيل الإعلامي عامل من عوامل الهدم الأمني بكل أنواعه . و آخير أقدم أحرى التعازي و حزني و أسف الشديد على رحيل الشاب العزيز خالد البدن إلى أسرته و إلى جميع أقربائه و أصدقائه و أسئل الله تعالى بحق مصاب الإمام الحسين عليه السلام أن يشافي كل من الأخ و الوالدة و أن يلهمما و الجميع الصبر و السلوان و إن إلالله و إن إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.