انتبه .. محرم
و نحن نستهل شهر محرم الحرام , شهر المصاب والبلاء على سيد الشهداء , تظهر شعائر الحزن و المصيبة في المجتمعات الإسلامية , فتكتسي الجدران بالسواد, و نرى الرايات ترفرف خفاقة باسم الحسين و أهداف ثورته الحقة في كل مكان .
كل تلك المظاهر هي شيء جميل و دلالة رائعة على التمسك بالولاء والمعتقد , لكن هناك ما يعكر صفو هذا الجو الإيماني فهناك من الناس من يطبق تلك الشعائر لكنه تطبيق أجوف , غير مبني على معرفة للهدف الذي من أجله نشأت تلك الشعائر ..
أخي لابس السواد .. لك أن تعلم بأن هذا اللباس له مدلوليته وله مغزاه وليس زيا موحدا كلباس فرق كرة القدم مثلا .
أخي المستمع .. لك أن تعلم بأن هذه المجالس عقدت لأجل التغيير وهو هدف الحسين فاسع للتغيير من خلالها .
أخي المعزي ( اللاطم ) .. لك أن تعلم بأن العزاء ليس حركات رياضية مثلا تتخلله بعض الهتافات وفقط إنما هو ثقافة يجب الاستفادة منها قدر الإمكان .
أخي المتجمهر عند الموكب .. لك أن تعلم بأن مسار الموكب ليس مكانا مخصصا للتجمهر والمشاهدة و التدخين ومضايقة المعزين , فيجدر بك أن تشارك في مسيرة الحسين كي تنال الأجر والثواب بدل المشاهدة فقط .
أخي الخطيب .. لك أن تعلم بأن المجلس الحسيني ليس المكان المناسب لعرض عضلاتك الكلامية فقط وترك المضامين الفكرية و العقدية بعيدا, فالحضور يتطلع للارتقاء بالمنبر الحسيني من خلال خطابك الديني الموجه توجيها يتلائم مع المجتمع ويناقش قضاياه .
أخي الرادود .. لك أن تعلم بأنك لست مطربا حتى يكون اللحن هو المطلب الأول والرئيسي بالنسبة لك وقضية الحسين تعتبر أمرا ثانويا أو تحصيل حاصل , إنك صاحب مسؤولية كبيرة لا تقل عن مسؤولية المنبر داخل الموكب .
أخي الممثل .. لك أن تعلم أنك عندما تتقلد شخصية عظيمة كشخصية الحسين ( ع) في تمثيلك يجب أن تعيش الحسين في ذاتك حتى تتأثر و تؤثر في الناس .
إن مثل هذا الطرح قد يكون لاذعا في بعض كلماته لكنه ليس لأجل الانتقاد وفقط إنما لأجل الوصول إلى مستوى من المعرفة التي تجعل من تطبيقنا للشعائر تطبيقا مبنيا على أسس رصينة وهذه مسؤولية يجب على كل من يشارك في إحياء القضية الحسينية إيضاحها وبيانها أكثر و أكثر للناس .