معراجُ الأنبياء
أبا الفضلِ يا مَن للحوائجِ بابُها
ويا مهبطَ الأرواحِ .. حيثُ قبابُها
كأَنَّ سماءً في ضَريحِكَ أَخلَدَتْ
إليها عروجُ الأنبيا .. واقترابُها
وقبرُكَ أَمْ عرشُ الإلهِ ؟
بساقِهِ تعلّقتِ الأملاكُ
فهوَ مآبُها
فمَنْ أنتَ
والكونُ اختصرتَ اتساعَهُ بقبرٍ به الدنيا يلذُّ انسكابُهَا ؟
فيا ساقيَ الأنفاسِ مِن عَذْبِ قِربَةٍ
يجودُ على مَاءِ الفراتِ عُبابُها
رمَيْتُ بدَلْوِ الرُّوْحِ ،
هَلْ لي بِشَربةٍ ؟
فأكوابيَ .. استسقى ندَاكَ سِغابُها
وأَجريتَ مِن كفَّيكَ نهرًا
بقُربِهِ زرعتُ حيَاتي
إذ هَواكَ شرابُها
وكُلِّي .. فَمٌ يحبُو لـِ "جُودِكَ " !
لم يزَلْ ترقُّبُهُ ..!
بيْ كربلاءُ .. ارتقَابُها
زَحفْتُ عَلَى قَلبي إليكَ !
وَ وُجْهَتي .. عَليهَا غُبارُ الزَّائرينَ / ثيابُها
فيا قمرًا شعَّ الزمانُ بوجهه
على دربهِ الأيامُ سارتُ ركابُها
ويا بابَ فِردَوسِ الحسين وسرَّهُ
بأعتابك الأفلاكُ تجثُو رِقابُها
تمثَّلْتَ معبُودَ القلوبِ
وقدْ أَتتْ بأَكْفَانِها سعيًا
إلَيكَ .. اجتذابُها
فهل نفختْ في الصُّورِ للحشْرِ كربلا
أناسٌ زُرَافاتٌ .. إليكَ إيابُها
تخطَّتْ على آمَالِها
وهي ترتجي هِباتِك ،
ها أمسَى عليكَ حسابُها
***
أَيا سُورةَ العبَّاس !
تُتلى بعاشرٍ
وآياتهُ السَّبعُ المثاني .. كتابُها
يُرتِّلها مهدُ الرضيعِ ،
تهزُّهُ سكينةُ ، والدمعُ المُراقُ خطابُها
: بكفِّكَ نهرَ العلقميِّ سقيتَه
وقلبي كصحراءٍ يلوحُ سرابُها !
فيا عشرَ ليلاتٍ تُذيبُ قلوبَنا .. وتصهرُنا
ما زينبٌ ؟
ما عذابُها ؟
أَتبكي ؟
وَما يومًا تخلََّى كفيلُها !
لها رأسُهُ في ليلِ أسرٍ شهابُها
وهل قُتِلَ العبّاسُ ؟
والموتُ سيفُه !
وإن تُمطرِ الأقدارُ فهوَ سحابُها
وما خبرُ الكفَّينِ ؟
كيفَ أُصيبتَا ؟
وفي راحتَيها المعجزاتُ عُجابُها
وكيف تهاوَت للثرى رايةٌ له ؟
وما رُجَّتِ الدنيا .. وغاضَ تُرابُها
ويا شمسَ عينيهِ بسهمٍ تكوَّرَتْ
فعطَّلَ مجرَى الكَونِ .. منها مصابُها
***
وهل يشتكي العبَّاسُ مِنْ ظمأٍ ؟
ومِن أصابعهِ الأنهارُ يجري عِذابُها ؟