شجرة الحقوق
لا تزرع الشجرة في يوم ويجنى ثمرها في اليوم التالي، فقد تنمو شجرة التفاح في فترة تتراوح بين السنتين إلى أربع سنوات، بينما شجرة الزيتون تتراوح بين الثلاث سنوات حتى الإثنتى عشرة سنة. والجدير بالذكر، إن عمر شجرة الزيتون يصل إلى الف سنة!.
وهناك أشجار تثمر قبل سنتين أو بعد إثنى عشر عاما، وبغض النظر عن الفترة التي تستغرقها الشجرة حتى تثمر، فإنها تحتاج إلى رعاية خاصة حسب نوع الشجرة، من كمية الماء أو التلقيح في أوقات محدده، وأحياناً تكون النتائج مخيبة للآمال كأن تكون الشجرة ذكراً مثلاً، كما في بعض الاشجار: الزيتون، النخيل.
كما في الأشجار، كذلك الحال في المطالبة بالحقوق. فالأخيرة لا تُنال بين ليلة وضحاها ولكن تؤخذ بعد زمن طويل من المكابدة والعناء. ونيل الحقوق كحصد الثمار، فلها مواسم معينة لنيلها وشروط معينة كي تنال، وهي كالأشجار إذا اهملت تموت، فالإستمرار في المطالبة هو كالإستمرار في رعاية شجرة الزيتون، قد ينقضي أجل زارعها قبل أن يستمتع بأكل ثمارها، لكن الشجرة قد تعمر ليأكل منها أكثر من 50 جيلا من الأحفاد، وتحتاج الشجرة الرعاية من كل جيل. ومرة اخرى، هذه الرعاية بالأشجار جيلا بعد جيل تعني بلغة الكفاح أن تتناقل شعلة المطالبة بالحقوق من جيل لآخر.
طريق الليل الموحش حتماً ينتهي ببزوغ الفجر
الفجر الذي يشتت حلكة الظلام
ويولد أمل يوم جديد
أمل يوم جديد يشع بشمس الحرية.