تفاحة «واكب»
حينما تتبنى مجموعة شبابية فكرة إقامة دورات تدريبية مجانيّة، يتم التسجيل بها بشكل غير معقد لكل من يرغب من الفئات العمريّة، فهذا مؤشر على أن في المجتمع مَنْ يفكِّر بطريقة مغايرة في ظل التذبذب في العمل التطوعي، وسيادة النظرة المادية التي أدَّتْ إلى رفع أسعار البرامج التدريبية التي يعجز عن الالتحاق بها الكثير.
هذا ما فعلته مجموعة «واكب» التي تقدِّم فعالياتها المتنوعة في نادي الصفا بصفوى، سعيًا في خلق حراك ثقافي / اجتماعي، باستضافتها كوكبة من ذوي الخبرات واستهداف طبقات مختلفة بواسطة ورش العمل والدورات والمحاضرات في عديد المجالات كالرسم والخط العربي والتصوير والتفكير الإبداعي وأساسيّات إدارة المشاريع، والصيانة المنزلية والأعمال الحاسوبيّة وغيرها.
هذه اللجنة نسيج ذاتها باستقلالها فهي لا تنحاز إلا إلى المعرفة، ملبية حاجات المجتمع بالتثقيف الشعبي المنظم، أستطيع أن أقول عنها إنها: انبثاق عن تلك الروح الجماعيّة التي تشعر بما ينقص المجتمع وما يحتاج إليه، وهي امتداد تاريخي للأفكار والرؤى التي زرعها الأولون من قيمة الإحساس بالآخر، وثقافة العمل الخيري الذي يفضي إلى درجات عالية في سلم الرضا النفسي والمجتمعي.
ومن الذائقة الجمالية أن تختار هذه الجماعة اسم «واكب» الذي يختزن معاني التفاعل بلغة العصر، والسير الحثيث في مواكب المعرفة الذي سيؤدي للدخول إلى بوابة المستقبل.
ما أريد أن أكتبه على جدار الزمن أن هذه اللجنة الأهلية التي تؤمن بـ «وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ» سترى إنتاجها بعد حين من الكدح المضمخ بالنور، وهؤلاء الشباب بجهودهم المتضافرة قادرون على تنظيم ما هو أكثر كالمهرجانات الثقافية وإدارة الندوات والمعارض التوعوية بما أنهم يمتلكون شحنات قوية من الحماس ولديهم رؤية مميزة للعمل بروح الفريق الواحد.