عذراً شيخ الأزهـر !
الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ جامع الأزهر ( حفظكم الله ) نيابة عن نفسي وعن الشرفاء والمخلصين من أبناء وطني، أرض الحرمين الشريفين، وعن كل مسلم يؤمن بقول الله عز وجل المنزل على رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه الكرام ، بسم الله الرحمن الرحيم : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ سورة الحجرات آية 13 صدق الله العظيم، وبعد ما قرأته في صحيفة الوطن الكويتية العدد رقم 36843 وبتاريخ 17 يونيه 2010، وما وجدته من حسن نيتكم وحبكم لوحدة المسلمين والحفاظ على بيضة الإسلام وقوته وعزته ، بقولكم ( إن السنة والشيعة هما جناحا الأمة الإسلامية ) ، لذلك ، أقول لك سيدي عذراً عما بدر من طلب ( الشيخ الغامدي ) أستاذ الدراسات العليا بقسم العقيدة بجامعة أم القرى ، والمتضمن منكم عدم الاعتراف بالمذهب الشيعي في الجامع الأزهر وإخراجه من دائرة أهل القبلة ، وأني أقدر ذهولكم ومفاجئتكم بطلب كهذا ! وإنها صدرت من شيخ يقطن بجوار قبلة المسلمين و أرض الحرمين الشريفين ، حيث بعث فيها معلم مكارم الأخلاق العظيم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وصحبه الكرام ، الذي أحسن معاملة جاره اليهودي وعاشر بالصلاح والاحترام عموم الناس ، مهما اختلفت أديانهم ومللهم، وأستشعر استغرابكم أيضاً ، كيف لم يحتذ ( أي الشيخ الغامدي ) وهو أستاذ جامعة ومربي أجيال بولي أمرنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين أطال الله عمره، الذي ناشد ومازال يفعل عموم الناس بحوار الأديان واحترام الأجناس والعيش بمحبة وسلام ، وأني ومنذ أبصرت النور كمواطن على هذا الثرى الخالد ، لم أجد سوى معاملة الطيبة وحسن النخوة من إخوتي أهل السنة الكرام ، حيث تعلمت جميع المراحل الدراسية على أيديهم الفاضلة ، ولو قدر لي الزمان أن أراهم لقبلت رؤوسهم ، وهذا قليل في حقهم ، لأنهم أباء لنا ، علمونا أحسن تعليم ، وتخرجنا تحت أيديهم ، كأبناء بررة وصالحين لهذا الوطن الكريم ، لذا أقدم اعتذاري مرة أخرى وأشكركم جزيل الشكر وفائق الامتنان على طيب خلقكم وسماحة صدوركم.
وباسمي وبأسم كل مواطن غيور على تلاحم أبناء هذا الوطن الغالي، وتحت قيادته الحكيمة ، ألتمس من والدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأبقاه ذخراً للمسلمين ، ومن معالي وزير التعليم العالي، أن تخمد كل نار تريد إشعال الفتنة في الحرم التربوية والدور التعليمية بالمملكة ، كالجامعات والمدارس ، وأن يخمد معها فكر صاحبها ، وأن لا يربي ويعلم أبنائنا من عشعشت فراخ التطرف والتعصب فوق رأسه ، كعـقلية هذا الشيخ ( ففـاقـد الشيء لا يعطيه ) ، وأن لا ننسى إن تحت مظلته طلبة مغروسين في أرضه، يستسقون من دلو فكره ، لا حول لهم ولا قوة .
لذا ! وقبل أن يدس سمومه الهدامة بين عقول الطلبة ، وبقانون الوقاية المبكرة خير من العلاج المتأخر، أتمنى أن يعفى هو ( أي الشيخ الحمدان الغامدي ) عن التدريس في جامعة أم القرى العريقة ، التي تحمل أسم مكة المكرمة ، قبلة المسلمين وأرض الأنبياء والصالحين ، فإنه كمن سبقه ، يهدم ما يبنيه ولي أمر المسلمين ، فلا تجتمع هكذا أفكار مسمومة تقصي الناس حسب أهوائها مع رسالة نبي الخلق العليا والتعايش الكريم تحت سقف واحد في بكة ملاذ المسلمين وأمان الخائفين !
( المعلم شعلة من نور تنير للآخرين الطريق .... فلا حاجة لمن يشيع السواد ويمقت العباد وينشر الفتنة والفساد )